ثورة أون لاين -ديب علي حسن :
ما من عاقل في هذا الكون يظن نفسه الأكثر قدرة على خداع البشر إلى ما لانهاية , فكيف إذا كان هذا نظاما سياسيا انغمس بالمؤامرات وحبكها ويحسب أنه خارج كل القوانين والأعراف , او انه يقوم بما لايعرف أحد ما مآله وكيف سيكون , ما يحدث في تركيا , وينفذه نظام أردوغان ليس عاديا لأكثر من سبب , لعل في مقدمتها غباءها السياسي المطبق , وعدم قدرته على التمييز بين الواقع والخيال والمرض والأوهام , وثانيها أنه دائما يضرب بالقوانين والقرارات الدولية عرض الحائط , صحيح أن القانون الدولي في أدنى حالاته , لكن ليس لدرجة استغباء العالم كله , وانتهاكه بهذه الصفاقة التي لاحدود لها .
حين يعيش النظام التركي وهم الماضي الذي ولى إلى غير رجعة , فإنما يبقى في كهوف التاريخ التي أغلقت , وإذا لم يحسن قراءة المتغيرات على أرض الواقع فعليه أن يعي ولو متأخرا أن حافة الهاوية التي يمضي إليها , بل بلغها سوف تنزلق به إلى الأعماق السحيقة ,وما يزينه له الوهم ليس إلا فخا يقوده إلى مهالك قد يطول الخروج منها , فأرض سورية ليست مشاعا له , ولا لغيره , جاءها غزاة كثيرون , لكنهم هزموا , ولم يبق منهم إلا أحاديث شناعاتهم التي صارت صفحات سوداء , المشهد المتأزم لايعني أننا متشائمون أبدا , ثقتنا أننا قادرون على دحر العدوان , واستعادة الأرض , ولكن من الواجب أن نطلق صرخات التحذير للعالم أن من ينتهك الاعراف والمواثيق الدولية , فإنما يؤسس لشريعة الغاب التي ربما بدأ العالم يدخلها .