بردى في مهب الحلول…!!

(مُرَّ بي يا واعداً وعداً مثلما النسمةُ من بردى تحمل العُمْرَ تُبدِّدُه آه ما أطيبه بَدَدا) فأين نحن اليوم من تلك الكلمات التي عشقتها القلوب وهي تتغنى بالنهر الخالد حيث أصبحت النسمة من بردى اليوم آخر ما يمكن أن يشتهيه المرء.
مرة جديدة يأخذنا الحديث باتجاه بردى الذي ما انفك الجميع يتباكى على وضعه المؤسف إلا أن شيئاً حتى الآن لم يتغير، ووضع النهر من سيئ إلى أسوأ، وبدل أن يكون كعهده رمزاً للجمال والخضرة بات مصدر تشويه بصري على طول مجرى النهر ولا سيما في الأحياء الواقعة في قلب العاصمة.
ومنذ عام 2017 تصدت وزارة الإدارة المحلية والبيئة لحل مشكلة النهر قاطعة الوعود بأن كل مشكلات النهر ستصبح خلف ظهورنا من خلال مشروع لرفع الأذى عن سرير النهر العتيق بتكلفة قدرت بـ 14 مليار ليرة على أن يتم التنفيذ خلال عامين على الأكثر من خلال إنشاء محطتين للمعالجة، الأولى في جمرايا بتكلفة ٦.٥ مليارات ليرة والثانية عند معمل الإسمنت بدمر بتكلفة ٤ مليارات ليرة، وذلك لرفع كل خطوط الصرف الصحي الممتدة إلى محور النهر، إضافة لـ ١.٥ مليار ليرة لتنفيذ محور الصرف الصحي من عين الخضرة حتى محور المحطة بطول ٧٧٠٠ متر.
الأيام مضت بسرعة، على حين بقي بردى يغرق في مياهه الآسنة ليتعطل الشريان الذي طالما اعتبر نسغ الحياة للعاصمة الأقدم في العالم وليتحول إلى شريان يخنق أنفاسها بعد أن كان متنفسها الأكبر.
التعديات الصارخة على حرم النهر من قبل أصحاب المنشآت السياحية على وجه الخصوص لم تجد حتى الساعة من يوقف جموحها الذي يتخم النهر يومياً بشتى أنواع النفايات، كما أن مياه الصرف الصحي لمناطق المخالفات في قدسيا ودمر والربوة هي الأخرى لم يرفع منها سوى النذر اليسير ليصبح النهر مرتعاً خطيراً للأوبئة والحشرات وينذر بمشكلات بيئية جمة في المنظور القريب فيما لو بقيت عجلة معالجة مشكلات النهر على هذا النحو البائس.
موضوع كهذا قد لا نفيه حقه في هذه السطور القليلة ويبقى الكلام عاجزاً عن توصيف المشكلة التي بالفعل باتت بحاجة إلى استراتيجية تنظيمية وبيئية تشارك فيها الجهات الأهلية والمعنية على جميع الصعد والمستويات وكل حسب قدرته، وليس حسب مزاجه أو وفق حصيلة مالية محددة بدقة رياضية عالية لمصالحه، فهذا النهر رمز لدمشق منذ الأزل وهو شريان حيوي يضفي عليها ألقاً خاصاً، ناهيك عن فوائد المياه التي ينقلها عبر شبكته المروحية خلال مواسم الخير، ولا نعتقد أن حل مشكلة تلوث بردى بالأمر المستحيل فيما لو توفرت النية الصادقة والإرادة القوية مع إدارة فاعلة ومخلصة ترد له بعضاً من صبوته.

ثورة زينية
التاريخ: الجمعة 11-10-2019
الرقم: 17096

آخر الأخبار
سوريا تشارك في "القمة العالمية للصناعة" بالرياض  حفرة غامضة في درعا تشعل شائعات الذهب.. مديرية الآثار تحسم الجدل وتوضّح الحقيقة داء السكر .. في محاضرة توعوية  استراتيجية المركزي 2026–2030.. بناء قطاع مالي أكثر توازناً وفاعلية سوريا ولبنان.. من الوصاية والهيمنة إلى التنسيق والندية انتشار أمني واجتماع طارئ.. إجراءات في حمص لاحتواء التوترات بعد جريمة زيدل سوريا الجديدة في مرآة الهواجس الأمنية الإسرائيلية من أماكن مغلقة إلى مؤسسات إصلاحية.. معاهد الأحداث تعود إلى الخدمة برؤية جديدة الطاقة الشمسية خارج الرقابة.. الجودة غير مضمونة والأسعار متفاوتة خريطة الترميم المدرسي في سوريا.. 908 مدارس جاهزة وألف أخرى قيد الإنجاز دمشق تستضيف اجتماع لجنة النقل في "الإسكوا" لأول مرة منذ أكثر من 15 عاماً سوق السيولة.. خطوة تدعم الاستقرار النقدي وزارة التربية تحدد مواعيد التسجيل لامتحانات الشهادات العامة لدورة 2026 عودة اللاجئين.. استراتيجية حكومية تعيد بناء الثقة مع الدولة سوريا والتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية... مسار لا رجعة عنه إعادة تفعيل البعثة السورية لدى منظمة حظر الأسلحة..السفير كتوب لـ"الثورة": دمشق تستعيد زمام المبادرة ... رئيس الأركان الفرنسي يؤكد ضرورة الاستعداد للحرب لبنان وسوريا يتجهان نحو تعاون قضائي مشترك تفعيل البعثة الدائمة.. كيف تطوي سوريا صفحة "الرعب" ومحاسبة مجرمي "الكيميائي"؟ الأردن يعزز التنسيق مع سوريا لمواجهة تحديات إقليمية