العدوان التركي بعناوين مضللة

 

 

يُخطئ من يظنّ أن العدوان العسكري التركي المتواصل منذ أيام على شمال شرق سورية، له صلة بمسألة إعادة المهجرين السوريين في تركيا أو حتى محاربة «الارهاب» الذي تمثله الميليشيات الكردية ــ وفق تصنيفات رأس النظام التركي ــ فالمستمع لتخرصات وتقولات وتضليل رأس النظام التركي للرأي العام العالمي، سيكتشف بكل سهولة كذب ونفاق هذا الطاغية الانكشاري، حيث تضمن خطابه الأخير تهديدا مباشراً لأوروبا بضخ 3.6 ملايين مهجر سوري إليها في حال استمر الاعتراض الأوروبي على عدوانه.
ولعل أكثر ما يفضح ادعاءات ونفاق هذا الطاغية العثماني في موضوع محاربة الارهاب هو رفعه شعارا مخادعا «نبع السلام» في الوقت الذي يدمر فيه البنية التحتية للمدن والقرى التي يجتاحها مرتزقته وجيشه ويقتل ويهجر المدنيين الآمنين في بيوتهم وقراهم، واللافت هنا استخدامه لجماعات مسلحة تكفيرية تجاهر بتطرفها وإرهابها وترفع العلم التركي وتنادي بشعارات منسجمة تماماً مع شعارات تنظيم «داعش» الإرهابي، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على نيات أردوغان العدوانية باقتطاع أراض سورية والبقاء فيها طويلا بذريعة الأمن القومي التركي المهدد أو ما يسمى «المنطقة الآمنة».
لقد بات الجميع على بينة كاملة من استخدام أردوغان لورقة المهجرين كورقة سياسية قذرة من أجل الضغط على الدولة السورية بغية التدخل في شؤونها الداخلية وفرض رؤيته السياسية الإخوانية للحل، وكذلك على المجتمع الدولي وخاصة الدول الأوروبية التي استقبلت لاجئين للحصول على دعم أكبر لأجنداته العدوانية في المنطقة، في الوقت الذي واجه فيه المهجرون السوريون في تركيا ظروفا صعبة ومهينة تعرضوا خلالها للقمع على يد السلطات الأمنية التركية وأجبر الكثير منهم على الانخراط في الجماعات الارهابية لتخريب بلدهم، في حين كان المهجرون بحد ذاتهم موضوع تجارة أخرى عبر البحار.
ولعل الأكثر وقاحة وإجراما في ممارسات نظام أردوغان هي سياسة التهجير القسرية التي يتبعها بحق أهالي الجزيرة السورية حيث الأرقام تتحدث عن مئات آلاف المهجرين، من أجل إحلال مرتزقته مكانهم، في خطة تركية للعبث بالتركيبة الديمغرافية للمنطقة، غير أن العبث التركي مصيره الفشل لأن أهالي هذه المنطقة متجذرون في أرضهم، ودولتهم الوطنية ستبذل كل ما تستطيع لدعم مقاومتهم للمحتل الغازي.

عبد الحليم سعود
التاريخ: الاثنين 14-10-2019
الرقم: 17097

آخر الأخبار
دول عربية وأجنبية تدين التفجير الإرهابي بدمشق: هدفه زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار الرسوم العجمية بأياد سورية ماهرة  سوريا: الهجوم الإرهابي بحق كنيسة مار الياس محاولة يائسة لضرب التعايش الوطني محامو درعا يستنكرون العملية الإجرامية بحق كنسية مار إلياس بريد حلب يطلق خدمة "شام كاش" لتخفيف العبء عن المواطنين حلاق لـ"الثورة": زيادة الرواتب إيجابية على مفاصل الاقتصاد   تفعيل قنوات التواصل والتنسيق مع الدول المستضيفة للاجئين  ضحايا بهجوم إرهابي استهدف كنيسة مار إلياس في الدويلعة تفجير إرهابي يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق ويخلّف أكثر من 20 ضحية "مطرقة منتصف الليل"... حين قررت واشنطن إسقاط سقف النووي الإيراني زيادة الرواتب بنسبة 200 بالمئة.. توقيت استثنائي تحسن القدرة الشرائية وتحد من البطالة   خبير اقتصادي لـ " الثورة":  الانتعاش الاقتصادي يسير في طريقه الصحيح  يعيد الألق لصناعتها.. "حلب تنهض"… مرحلة جديدة من النهوض الصناعي زيادة الرواتب 200%.. خطوة تعزز العدالة الاجتماعية وتحفز الاقتصاد الوطني  تأهيل المكتبة الوقفية في حلب بورشة عمل بإسطنبول الشيباني وفيدان يؤكدان أهمية مواصلة التنسيق الثنائي   غلاء أجور النقل هاجس يؤرق الجميع.. 50 بالمئة من طلاب جامعة حمص أوقفوا تسجيلهم تأثيرات محتملة جراء الأحداث على الاقتصادات والتجارة منع ارتداء اللثام لقوى الأمن الداخلي بحمص    "يا دهب مين يشتريك "؟ الركود يسيطر وتجار صاغة اللاذقية يشكون حالهم