بعد أن عاد الأمن والأمان إلى معظم مدن ومحافظات القطر بفضل سواعد أبطال الجيش العربي السوري، عاودت حركة النقل البري نشاطها في نقل الركاب في جميع الاتجاهات لتؤكد أن إرادة الحياة لدى الإنسان السوري أقوى من الإرهاب وتخريبه.
الكثير من شركات النقل خسرت بعضاً من أسطولها البري أو أكثره إلا أن التعافي بدا واضحاً خلال الفترة الأخيرة من خلال عودتها وبأعداد أكبر من مختلف أنواع البولمانات الحديثة، حيث ظهر العديد من الشركات الجديدة العاملة على خطوط معظم المحافظات.
إلا أن ما يؤخذ على عمل هذا القطاع الحيوي المهم سيطرة العشوائية على طريقة عمل البولمانات ابتداء من وجودها في مراكز الانطلاق إلى أن يصل إلى آخر نقطة لتوقفها، فاحترام الوقت بالنسبة للزبون الراكب يبدو شبه معدوم تماماً وقد يطول الانتظار عن الوقت المحدد أكثر من ساعة من غير مبالغة، ناهيك عن سوء تقديم الخدمة داخل البولمان، إضافة إلى الارتفاع المستمر في تعرفة الركوب بين الحين والآخر حتى أن تسعيرة بعض الخطوط دفعت المئات من المواطنين إلى العزوف عن ركوب البولمانات إلى باصات (الهوب هوب) على الرغم من ارتفاع مخاطر ركوبها وقد يصل فارق التسعيرة على نفس الخط بين تلك الباصات وبولمانات الشركات النظامية إلى أكثر من ألف ليرة في بعض الأحيان، كما لا يفوتنا أن نذكر أن معظم البولمانات العاملة على الخطوط المختلفة لا تلتزم بالمواقف المحددة من الشركة بالأصل.
إعادة النظر بواقع هذا القطاع باتت حاجة ملحة كونه أحد المفاصل الحيوية للربط بين مدن القطر ومناطقه وتحرك الجهات المعنية لتنظيم واقعه من الألف إلى الياء، يحتاج إلى خطوات أسرع وأكثر جدية، إضافة لضرورة تسهيل الإجراءات أمام عمل الشركات العاملة، وتقديم الدعم الممكن للنهوض بهذا القطاع وتقديم خدمة تليق بالمواطن، وخاصة أننا مقبلون على إعادة إعمار البلاد التي تحتاج إلى أن تكون القطاعات الحيوية بحالة جيدة تساعد على السير بسرعة لبناء ما دمرته الحرب.
ثورة زينية
التاريخ: الجمعة 18-10-2019
الرقم: 17101