عقلنة

من هو الصناعي.. التاجر.. المستورد.. المواطن الذي لم يرفع صوته عالياً مطالباً بعدالة التقنين الكهربائي، وزيادة ساعات التغذية وصولاً إلى عتبة اللاانقطاع للتيار.
الجميع طالب وما زال بضرورة تحرك الحكومة – بالسرعة القصوى وبالاتجاهات التي تريد – لتوفير كل ما يحتاجه القطاع الكهربائي من غاز وفيول وتجهيزات ومعدات، لا للمحافظة على وثوقية المنظومة الكهربائية وضمان ديمومتها، وإنما للتنعم بالطاقة الكهربائية 24 / 24 ساعة.
إلا أن أياً منهم لم يتردد للحظة في استيراد أو بيع أو تصنيع أو استخدام التقليعات الجديدة من الأجهزة الكهربائية (مدافئ باستطاعات كبيرة جداً ـ سجاد ـ شراشف ـ أغطية..) المهدرة والمهلكة للمنظومة بكاملها من محطات توليد وخطوط نقل وشبكات توزيع، متجاهلين ومتناسين أن الكميات المنتجة من الطاقة الكهربائية مرتبطة ارتباطاً لا يقبل التجزئة بالكميات الموردة من المشتقات النفطية (غاز + فيول)، وهي – المنظومة الكهربائية – وفي حال اعتماد وتطبيق سياسة عقلنة الترشيد، ستكفي إلى حد كبير، وستؤمن التغذية الكهربائية لجميع المشتركين ولأطول فترة ممكنة دون أي انقطاعات طارئة قد تفرضها عمليات الإسراف والإفراط والهدر في الاستجرار الذي لن ننسى غير المشروع منه الذي سجل هو الآخر قفزات غير هينة على مؤشر الضبوط المنظمة، والكميات المستجرة، والقيمة المهدورة، والأضرار الكبيرة التي يلحقها ويتسبب بها.
كل هذا وغيره، يحتاج إلى وقفة حكومية مشتركة أولها وأهمها منع استيراد التجهيزات الكهربائية ولا سيما المنزلية منها المهدرة للطاقة الكهربائية (من اللمبة وصولاً إلى ….)، وثانيها عدم السماح بتصنيع الأجهزة ذات الاستطاعات العالية التي تساهم طرداً لا عكساً بارتفاع مؤشر الأحمال إلى العتبة التي لا بد – بها ومعها – من حدوث انقطاع وفقدان.
مناسبة هذه الكلمات، هي انتهاء وزارة الكهرباء مؤخراً (وبصمت) من عملية الصيانة لكل عنفاتها الغازية والبخارية في جميع محطات توليدها في خطوة استعدادية مبكرة لفصل شتاء مريح وفق الكميات المنتجة والمنقولة والموزعة التي قد تكفي مشتركيها كافة في حال طبقوا وبشكل جماعي سياسة الترشيد لا التبذير، الذي سينعكس تقنيناً جائراً على الجميع دون استثناء.

عامر ياغي
التاريخ: الاثنين 21-10-2019
الرقم: 17103

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا