ربما تصلح مسيرة ديكتاتور تركيا الحالي رجب أردوغان راعي الإرهاب في المنطقة، والحالم باستعادة أوهام السلطنة العثمانية على حساب معاناة شعوب المنطقة، عنواناً لرواية ساخرة من قبيل (سفير الإرهاب).
فالتقاطع الهائل بين شخصية أردوغان (المضحكة) وممارساته الحمقاء وبين الكثير من القصص الساخرة تجعله (بطلاً) درامياً على مسرح أحداث المنطقة، يسير بسرعة إلى حتفه السياسي كحال صعوده المشبوه برصيد الإسلام السياسي الأخونجي.
فرغم ربطات العنق (الأنيقة)التي يرتديها والبزات العسكرية التي يتنكر بها أحياناً، يبدو أردوغان كاركوزاً قادماً من مسارح القرن التاسع عشر، إذ يحقق كل شروط الكوميديا السوداء وهو يتحدث عن حقوق اللاجئين السوريين، وينتحل اسم (السلام) عنواناً لعدوان وحشي يشنه إرهابيون تكفيريون، وهذا ما يجعل سيرته أقرب ما تكون لسيرة سلفيه المقبورين سليم الأول بكل سمعته السيئة ومجازره وجمال باشا سفاح الخامس والسادس من أيار عام 1916.
لا شك بأن أردوغان القادم من سراديب التاريخ شديدة العفونة والرطوبة يسير بخطا حثيثة نحو الهاوية، حين يصرّ على وهم الحصول على منطقة آمنة لمرتزقته في شمال سورية، وحين يعتقد أن اتفاقه المخالف للقانون الدولي مع الرئيس الأميركي الغارق في حماقاته ووهمه وتناقضاته، قد يجلب له الأمن ويعطيه صك براءة إزاء مجازره المرتكبة بحق السوريين على مدى السنوات الماضية.
لقد وضع أردوغان نفسه في عزلة دولية إذ تدهورت علاقات بلاده مع كل دول المنطقة وصولاً إلى أوروبا بسبب عدوانه على سورية، وتحول نهجه السابق (صفر مشاكل) مع دول الجوار إلى سياسة (إشعال حرائق) في كل الإقليم، وليس بمقدور دويلة مسخ مثل قطر أن تتوج سلطاناً إخوانياً من جديد.
وعلى هذه الأرضية يسهل التنبؤ بعنوان المرحلة القادمة من حياة ومستقبل أردوغان، فالسعي إلى حماية (كرسي) الحكم بأي طريقة، والمراهنة على الأميركي مع كل التخليات المؤلمة التي طالت حلفاء واشنطن، يجعله مؤهلاً للقب أحمق بامتياز وذلك (نقلاً عن وصية ترامب) ..؟!!
عبد الحليم سعود
التاريخ: الاثنين 21-10-2019
الرقم: 17103