قالوا: الويل لأمة لا تقرأ!!
هل وصلنا حقاً إلى حصاد الويلات التي نعيشها لأننا أمة لا تقرأ؟ وهل تمكنت الدول المستعمرة من تنفيذ مؤامراتها على الشعوب التي لا تقرأ فقط؟
مؤخراً وفي رحلة البحث عن مكتبة قطعت أشواطاً وجدت أن المكتبتين الوحيدتين في المنطقة التي أسكن فيها واحدة أغلقت، والثانية تحولت إلى «بقالية».
وهكذا فرغ البلد من الكثير من المكتبات التي تغذي الفكر وتحولت إلى محال تبيع الطعام، وقبله تحوّل تفكير الناس إلى شراء رغيف الخبز أفضل بدلاً من شراء كتاب.أين وزارة الثقافة بمؤسساتها مما يحدث؟ وهل يكفي معرض واحد للكتاب سنوياً ليقوم بدورها في بلد يجب أن يتصدر الكتاب قائمة الأولويات إذا ما أردنا الخروج من هذا النفق المظلم المقيم فينا والمقيمين فيه؟!
من الواضح أن دور المؤسسات في المشهد الثقافي متواضع إذ لا مبادرات مهمة في هذا المجال يمكن تسجيلها.
ذلك ليس من قبيل المبالغة بل إنه واقع حال ما يسمى الثروة الفكرية «الكتاب» في بلادنا،
وقد غاب الكتاب وأصبح معرض الكتاب المحاولة الوحيدة لإنعاشه سنوياً.
نستطيع القول: إنه وبالتأكيد الحال أسوأ بكثير في المحافظات الأخرى عنه في دمشق، وسيكون الوضع في الريف أكثر سوءاً!
يقول أرسطو: «العادة طبيعة ثانية»، من هنا يجب على وزارة التربية أن تقوم بدورها؛ فتنشط وتغذي مكتبة المدرسة بالكتب الجيدة التي يحتاجها العقل فعلاً، وتسحب منها تلك التي تشكل خطراً على تفكير الطلاب ومستقبلهم، كما يجب أن تتعاون مع وزارة الثقافة بالقيام بأنشطة ومسابقات في كل مدرسة حتى تكسب الطالب عادة القراءة.
إحياء الكتاب ودوره هو عمل متكامل بين كل وزارات الدولة ومؤسساتها، وتستطيع كل مؤسسة أن تقوم بدور فاعل في هذا المجال ولاسيما أن ساعات كثيرة من وقت الدوام الرسمي تذهب للتسلية، فالعمل قليل وإنجازه لا يتطلب إلا وقتاً قصيراً.
أمّا وزارة الثقافة فمن الواجب أن تنتبه إلى ما آل إليه وضع الكتاب الذي تخبرنا عنه إحصائية بسيطة لعدد المكتبات في دمشق.
هناك حكمة تقول: إذا أردت أن تحكم على إنسان، فاسأله كم كتاباً قرأت وماذا قرأت؟
رسام محمد
التاريخ: الأحد 3-11-2019
الرقم: 17113