كثير من المسائل السطحية يحلو للمرء نفض غبار الاستهجان عنها للتفكير فيها مجدداً، حتى يؤكد المؤكد ويثبت لنفسه أنه الأصح تخميناً في معادلة الخطأ والبحث عن سببه.
يمكن تعداد أمثلة عن هذه المسائل (قليلة القيمة) والتي لا تستحق عناء الإجابة عنها، مثل وسطيّ عمر نقار الخشب وميلاد أبو الأسود الدؤلي، ومقدار الارتفاع التقديري لكرة يركلها شاب في التاسعة والعشرين من عمره يعاني قلة السمع.. ومثلها موعد تشغيل صرافات المصرف العقاري.
تبريرات وإجابات ممجوجة نشرناها وسمعناها وقرأناها عن سبب بقاء صرافات العقاري خارج الخدمة، والتي تبدأ عند انقطاع الكهرباء ولا تنتهي عند إلقاء اللوم على المواطن الذي يسحب راتبه دفعة واحدة، لدرجة بات معها المواطن يفرح بكل تبرير جديد تتفتق عنه ذهنية هذا المصرف المبدع في الحديث عن الصرافات.
من يعرف عمل المصارف يعرف بالتأكيد أن الآلية الناظمة لعمل صرافاتها من عامة وخاصة واحدة، ويعرف بالتالي أن ما من سبب يمنع العقاري من تطوير آلية عمله في الصرافات ضمن الإمكانات المتاحة لكل القطاع المصرفي كما فعلت مصارف أخرى، وتمكنت من الحفاظ على صرافاتها ضمن الخدمة للحد الأقصى.
ثلاثة من الصرافات التابعة له تبعد عن نقطة التغذية النقدية للعقاري حوالي ثلاثة أمتار بقيت نحو أربعة أيام خارج الخدمة. وحتى لا تكون الفكرة محل أيمان معظّمة يمكن القول إنها بقيت في السواد الأعظم من كل يوم من الأيام الأربعة خارج الخدمة، في وقت يقصدها مئات من الشباب والشيب يومياً لسحب الفتات الذي تحفل به حساباتهم من رواتب وتعويضات.. فهل عجز هذا المصرف عن تنشيط صرافاته وهي في عقر داره!.. وكيف كان ذلك يتم سابقاً وبات اليوم مستحيلاً..!!
لا بد من حل.. وحل سريع تعمل عليه وزارة المالية لكون العقود الخاصة بالصرافات ضمن صلاحيات المالية، إن لم يكن لأجل الشباب فلأجل المتقاعدين الذين لم تعد أفاعيل الزمان في صحتهم تسمح لهم بماراثون البحث عن صراف يعمل.. ومع ذلك يفعلون.
مازن جلال خيربك
التاريخ: الأحد 3-11-2019
الرقم: 17113