حشائـــش متمــردة

لم.. لا.. تقولها بداية حين تنتبه الى انفلاتها خارج سياج منزلك، لعلها ضاقت ذرعا بالأمكنة الضيقة وتبحث عن تجديد ما..!
ولكن حين تستمر بالتمدد رغم كل المناخات المهيأة خصيصاً لها.. يحيرك الأمر، ويذهلك عندما تسحب بعض أغصانها إلى زوايا حديقتك، يتعالى تمردها واثقة أن المكان لاشيء دونها.
هل تحتال علي..؟
ربما تبدأ بالتلاعب بها وتهتم بغيرها، دون تجاهلها كلياً، أنت من زرعها وراقبها إلى ان امتد جذرها قوياً مؤمناً انها ستبقى في أمكنتها الى الأزل..
وليزداد المكان جمالاً.. نثرت بذوراً، تباهت باخضرارها ليكتسي المكان سحراً انفردت به حديقتك دوناً عن المنازل الأخرى، كلما نبتت شتلة أياً كان نوعها، تطيل النظر اليها وترعاها، وكأنها تحفة نادرة.. معتقداً أن الحال سيدوم.. تستسلم لجمال بهي، وتقول في سرك تمرد نبتة واحدة لايهم..!
حين تستيقظ يوماً.. وترى أغلب «نباتاتك، وأزهارك.. تنفلت إلى الخارج.. بعضها أصبح له جذور حديثة العهد, خارج الحديقة يصر على التملص من جذره الاساسي، مندفعاَ في مختلف الاتجاهات رافضاً مجرد النظر إلى الخلف..
كيف ستفهم ماذا تريد..؟
لن تصبح نبتة يوماً.. ولن تتفهمها.., وربما إصرارك على التمسك بها، سيجعلك تنسى تلك التي تأقلمت مع سماد ومياه وتربة مشبعة بالحنين.. وتألفت مع كون صغير.. لطالما اعتنيت بأدق تفاصيله..!
مكافاة لها على مافعلت تبدأ باقتلاع كل أعشاب الزينة الخضراء، تستحق أن تنفرد وحدها بالمكان, ما إن تبدأ بانتزاعها حتى تبرز الى النور نباتات ضارة استحكمت الالتفاف على جذور أشجارك.. ومختلف نباتات حديقتك..!
إصراراك على إتلافها رغم الأذى الذي سببته ليديك.. لايهم..
يوماً إثر آخر.. يعلق في المكان هدوء طبيعي, يتماهى فيه حفيف الاوراق مع تلك النسمات، ليخلق أجواء خريفية لاتنسى..
يومياً.. خلال جولتك الصباحية لاتنسى النظرالى تربتك.. موقناً ان ايقافك لمعركتك مع النباتات المتمردة، وبحثك العفوي في العمق.. أنقذ حديقتك..!
soadzz@yahoo.com

سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 4-11-2019
الرقم: 17114

آخر الأخبار
إلغاء العمل بالبطاقة الذكية بطرطوس اليوم الحد من السلاح العشوائي لتعزيز الاستقرار في حلب وإدلب أزمة مياه مدينة الباب.. تحديات وتعاون مجتمعي د. رمضان لـ"الثورة": غياب العناية بالأسنان ينتهي بفقدانها تأمين الكهرباء إسعافياً للمناطق المتضررة في اللاذقية من الحرائق قريباً.. تأمين الكهرباء لريف حلب ضمن خطة شاملة لإعادة الإعمار تأهيل مدرسة عندان.. خطوة لإعادة الحياة التعليمية نحو احترافية تعيد الثقة للجمهور.. الإعلام السوري بين الواقع والتغيير خبير مصرفي لـ"الثورة": الاعتماد على مواردنا أفضل من الاستدانة بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. مفوضية اللاجئين تتوقع عودة نحو 200 ألف سوري من الأردن بحلول نهاية 2025 السيف الدمشقي.. من فولاذ المعركة إلى برمجيات المعرفة إعادة دمج سوريا بمحيطها العربي مؤشر على تشكيل تحالفات جيوسياسية واعدة عبر البوابة البريطانية.. العلاقات السورية الأوروبية نحو انطلاقة جديدة امتحان الرياضيات لطلاب البكالوريا المهنية- المعلوماتية: بين رهبة المادة وأمل النجاح الخبيرمحي الدين لـ"الثورة": حركة استثمارية نوعية في عدة قطاعات الرئيس الشرع يتقلد من مفتي الجمهورية اللبنانية وسام دار الفتوى المذهَّب حرب إسرائيل وإيران بين الحقائق وإدعاءات الطرفين النصرالمطلق ألمانيا تدرس سحب الحماية لفئات محددة من اللاجئين السوريين "قطر الخيرية" و"أوتشا".. تعزيز التنسيق الإنساني والإنمائي في سوريا