يكفي أن نقول اليوم: «لص حلب» حتى يتبادر إلى ذهن المتلقي محلياً ودولياً صورة أردوغان، فالشواهد على الشاحنات المحملة بالآلات الصناعية المنهوبة من مصانع حلب على المعابر الحدودية باتجاه تركيا وقوافل صهاريج النفط الداعشي التي تعبر الحدود بحماية استخباراته، موثقة.
غير أن هذا اللص يبقى صانعاً عند سيده الأميركي في اللصوصية والبلطجة والابتزاز السياسي، رغم كل الموبقات التي ارتكبها بحق المهجرين السوريين من استغلال ومتاجرة وابتزاز لظروفهم وحصوله على نحو 6 مليارات يورو من الدول الأوروبية في صفقة لم يصل للمهجرين منها شيء.
واليوم لا يمكن الحديث عن «لص حلب» من دون الحديث عن معلمه القابع في البيت الأبيض الذي يأتمر بإشارته كل لصوص العالم، فمليارات الدولارات التي نهبها ترهيباً وترغيباً من خزائن النفط الخليجي تحدث عنها سيد البيت الأبيض علناً دون مواربة، بل وتبجح بالطريقة التي فرض فيها الأتاوات على ممالك الخليج ومشيخاته.
اليوم يمارس اللص الأميركي سيناريو سرقة النفط السوري لكن بوقاحة أكبر عندما يتذرع بمحاربة «داعش» لإبقاء بعض من قواته المحتلة في منطقة الجزيرة السورية الغنية بالنفط والغاز، معلناً أن تلك القوات ستبقى لتأمين حماية آبار النفط في انتهاك فاضح لكل القوانين الدولية وفي تعرية كبيرة لأهداف الوجود الأميركي في سورية.
لقد أعلن الرئيس الأميركي أكثر من مرة أن الولايات المتحدة قضت على تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية والعراق بنسبة مئة بالمئة، وأن مهمة قواته في سورية انتهت وسوف تنسحب، ليعود بعد ذلك ويعلن إبقاءها في مناطق حقول النفط بذريعة منع عودة التنظيم الإرهابي.
حيل اللصوصية لا تنطلي على أحد، فاللص مكشوف ومسار تحركه وخطوط سيره مرصودة، ومتى تعافت سورية من جراحها فلن يعود له مكان ينفذ منه، وما انتشار جنود الجيش العربي السوري اليوم في أرجاء الجزيرة السورية سوى علامات الشفاء لتلك البقعة من الجسد السوري الذي سيلفظ كل المتاجرين بوطنهم وكل السارقين واللصوص، والأيام القادمة ستشهد.
عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 6 – 11-2019
رقم العدد : 17116