منذ أن نوت الهجر أوروبا، وغادرتنا لتترك الفرصة لربيع الديمقراطية، وأرسلت لنا على سبيل المساعدة في خوض غمارها، مجنسيها ومن معهم من الإرهابيين الإسلاميين، لم يكن لسورية ألا تقدر حجم المكيدة وشدتها… ولم يكن لنا أن نجهل أنه بقدر ما اعترى الدول الأوروبية الاستعمارية.. وغيرها.. من رغبة في إخراج سورية من الدور الرئيسي والأساسي في الشرق الأوسط.. بقدر ما كانت نيتها أسوأ بالنسبة للإرهابيين..؟!
فهؤلاء بمعظمهم، مسلمون مجنسون، دفعتهم ظروفهم في المهجر والتمييز ضدهم إلى انتهاج طريق الإرهاب متخيلين خلاصهم فيه..!! ضلالهم ذلك الذي أوصلهم إلى الخيبة.. أوصل أوروبا الاستعمارية أيضاً إلى الخيبة!! فالأوروبيون وبالتأكيد راهنوا في مرحلة ما على الإرهاب كورقة ضغط وخراب وتدمير.. تساعد على الهيمنة على المنطقة ومصادرة خيراتها.
ولم تكن أوروبا لتجهل حجم الدعم الذي قدمته للإرهاب في حصارها لسورية.. إنه لمن البؤس أن يكون الأوروبيون أو المعارضون صدقوا للحظة واحدة أن حصار سورية سيؤدي إلى إضعاف الدولة دون أن يدعم الإرهاب!!.
هكذا أغلقت أوروبا على سورية إغلاقاً كاملاً وتذرعت بدعم الحلول السياسية وحقوق الإنسان والديمقراطية.. وتركت للإرهاب أن يشتغل شغله بمساعدة عديد دول.. تركيا.. الخليج.. إسرائيل.. إلخ.
لكنهم أخطؤوا في حساباتهم.. فمن ناحية أولى.. استحال إسقاط سورية.. ومن ناحية ثانية.. ها هم إرهابيوهم اليوم، ينتشرون كذئاب مسعورة في العالم، يحاصرون أوروبا نفسها بالرعب.. ويشكلون ورقة ضغط تركية عليهم.
أما سورية التي يحاصرون.. فهي حتى اليوم تحقق تقدماً مؤكداً في حربها ضد الإرهاب، مؤكدة الوصول بهذه الحرب إلى النصر الكامل.. ومن جانب آخر سورية تتقدم في طريق الحل الساسي أيضاً.. وما اجتماعات جنيف إلا محطة في طريق هذا الحل.
إن فكرت أوروبا بضرورة انحسار الإرهاب في العالم وحسم وضع الإرهابيين بعيداً عن أراضيها، وتخفيف ضغط الورقة التركية المتمثلة بالإرهاب.. والاعتدال في موقفها مناصرة للتجربة السورية القائمة اليوم في انتهاج الديمقراطية وفق دستور موحد للبلاد وكل السوريين:
ألا ترى أنه آن الأوان لفك الحصار الظالم عن سورية وشعبها..؟؟!!
نحن ننتظر..
أسعد عبود
As.abboud@gmail.com
التاريخ: الأربعاء 6 – 11-2019
رقم العدد : 17116