عندما تنتهي صلاحية الأدوات

 

ليس من باب المصادفة تصفية مؤسس منظمة «الخوذ البيضاء» الإرهابية ضابط الاستخبارات البريطاني السابق جيمس لو ميزوريه بالقرب من منزله في مدينة اسطنبول التركية، بعد أيام قليلة من تأكيد وزارة الخارجية الروسية ارتباط لو ميزوريه بتنظيم القاعدة الإرهابي، ومطالبتها الحكومة البريطانية بإعطاء تفسير لعلاقته المشبوهة بالتنظيم.
الخبر يقول إن لو ميزوريه وجد ميتاً قرب منزله في ظروف مشبوهة، ما يعني أن الكثير من الأسئلة تحيق بعملية مقتله، وهذا أسلوب استخباراتي تتقنه العديد من دول الغرب عندما تتكشف الحقائق حول تورطها في الكثير من الأعمال الإرهابية، أو التخريبية التي توكل مهام تنفيذها لجهات أخرى حتى تبدو بعيدة عن الشبهات، ويمكنها في ذات الوقت من مواصلة سياسة التضليل الممنهج حول كيفية الاستثمار السياسي والعسكري لجرائمها تلك، ومحاولة إلصاق التهم بالدول المستهدفة كما حصل ضد الدولة السورية، عبر مسرحيات «الكيميائي» التي أعدتها «الخوذ البيضاء»، واتخذها ثالوث الإرهاب الأميركي والبريطاني والفرنسي لشن عدوانه على الشعب السوري.
اليوم ثمة تحول ملموس يشهده الرأي العام العالمي، والغربي على وجه الخصوص، لجهة إدراكه بأن المسؤولين الغربيين نسجوا الكثير من الأكاذيب حول ما يجري في المنطقة، وبشكل خاص في سورية، وبمجرد الكشف الروسي عن الصلات الوثيقة بين لو ميزوريه والتنظيمات الإرهابية، وأن «الخوذ البيضاء» التي أنشأها ترتبط مباشرة بإرهابيي «النصرة»، تمت تصفية لو ميزوريه، لإخفاء حقيقة الدعم الغربي للإرهابيين، خاصة وأن العديد من الدول الغربية ساهمت بتمويل المنظمة الإرهابية، وعلى رأسها أميركا وبريطانيا وتركيا وألمانيا وفرنسا والدانمارك وهولندا، وكل دولة ساهمت بالتمويل لها مصلحة مباشرة بعملية التصفية، وقد تكون عملية مشتركة بين تلك الدول مجتمعة.
مقتل مؤسس «الخوذ البيضاء» ربما يشير إلى قرب انتهاء دور المنظمة الإرهابية، بعدما شارفت صلاحيتها على الانتهاء، أو بعدما تكشفت أكاذيب الدول الداعمة التي سوقتها على أنها «منظمة إنسانية» ومنحت جائزة نوبل لإرهابييها «كأبطال إنسانيين» مزيفين، وملكة بريطانيا إليزابيث الثانية كانت قد منحت في 2016 وسام الإمبراطورية البريطانية لمؤسسها المقتول، علماً أن أماكن عمل تلك المنظمة انحصر فقط في أماكن وجود التنظيمات الإرهابية، وعناصرها سبق وأن ظهروا في مقاطع فيديو يحملون الرشاشات ويقاتلون في صفوف « النصرة وداعش» وغيرهما، ولم يعد هناك أي مجال للتستر على ماهية تلك المنظمة، وارتباطها العضوي بالإرهاب.
كل الوقائع والمعطيات أثبتت بأن أميركا والغرب على وجه العموم يلجؤون للتخلص من عملائهم عندما ينتهي دورهم، ويصبح وجودهم عبئاً يثقل كاهلهم، ولكن هذا لا يعني بأن الغرب لن يلجأ لأسلوب استبدالهم بعملاء جدد، أو إلباسهم ثوباً آخر، لاستخدامهم مجدداً، لأن جوهر سياسته ترتكز على الإرهاب في المقام الأول.
ناصر منذر
التاريخ: الأربعاء 13 – 11-2019
رقم العدد : 17121

 

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً