من نبض الحدث.. أميركا ترمي كرة إرهابها من جديد.. و«إسرائيل» تتمادى بعربدتها

لكون الإرهاب صنيعة أميركية بامتياز، وتريد الاستثمار فيه لأطول فترة ممكنة، فهي لا تعير أي اهتمام لنتائجه الآنية، وجل همّها ما ستحصده في نهاية اللعبة، ولهذا تستمر في رمي كراته في ملاعب الآخرين، وتراقب مرة عن بُعد، ومرات عن قرب رد الفعل الناتج عن ركل تلك الكرات، والأهداف التي ستتحقق، بعدها تضع أجنداتها وخطواتها المستقبلية، وتحاول قدر الإمكان الإحاطة بتفاصيل المشهد كي يتسنّى لها تحريك اللاعبين الأساسيين والاحتياط دون أي عوائق.
واشنطن اليوم رمت بكرة إرهابها في الملعب التركي، وأوعزت لنظامه برمايتها، بعد أن زوّدته بالمرتزقة التكفيريين الذي يحتاجه، لكي تضمن نتائج مرضية، وها هو يقوم بالدور الذي أوكلته له على أكمل وجه، وجرائم القتل والسلب والنهب التي يرتكبها بحق الأهالي وممتلكاتهم شمال شرق سورية تشهد على همجيته، في الوقت الذي تحشد فيه إدارة ترامب من جديد ما يسمى بدول التحالف لحملهم على قراءة أدوارهم من جديد لتمثيل سيناريو محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي الذي تروّج لعودته، ومخاطر انتشاره المزعومة في بعض المناطق، بينما حقيقة اجتماعهم في العاصمة الأميركية سوف يخصص للبحث عن ذرائع جديدة لإدامة الاحتلال الأميركي تحت مسمى «محاربة داعش» بعد العمل على إحيائه مجدداً في محاولة لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، وعرقلة التطورات على الصعيدين الميداني والسياسي، من أجل إنقاذ الإرهابيين الذين تفرقت صفوفهم وتقهقرت عصاباتهم.
على وقع مناورات أميركا وعملائها وأتباعها في تركيا وبعض الدول «العربية» المرتهنة للغرب يواصل الكيان الصهيوني عربدته واعتداءاته ضد محور المقاومة، في محاولة يائسة لإنقاذ المجموعات التكفيرية التي تحرص على تنفيذ سياساته، وترعى مصالحه وتعمل جاهدة لإنجاح مشاريعه التوسعية وأهدافه الاستعمارية، لأن ذلك في النتيجة يخدم المشروع الأميركي الأكبر، والذي يريد حكام البيت الأبيض من ورائه السيطرة على المنطقة، وجعلها مرتكزاً لأعمالهم العدوانية، من خلال الاتكاء على كيان موازٍ لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
ما يجري في المنطقة سوف تحدد أسسه وحيثياته المقاومة، وسوف ترسم خطواته واحدة تلو الأخرى، وسوف تتخذ القرارات الصائبة التي تصبّ في إدارة هذه المرحلة الأخيرة من عمر الحرب الإرهابية، وذلك عبر فرض وتثبيت قواعد اشتباك جديدة، تخرج منها منتصرة، في الوقت الذي لن تجني الأطراف التي رعت الإرهاب سوى الخيبة والهزيمة، وتكون أوهامها من حرب السنوات العشر التي شنتها على سورية ذهبت أدراج الرياح.

كتب حسين صقر
التاريخ: الجمعة 15-11-2019
الرقم: 17123

آخر الأخبار
سوريا تشارك في "القمة العالمية للصناعة" بالرياض  حفرة غامضة في درعا تشعل شائعات الذهب.. مديرية الآثار تحسم الجدل وتوضّح الحقيقة داء السكر .. في محاضرة توعوية  استراتيجية المركزي 2026–2030.. بناء قطاع مالي أكثر توازناً وفاعلية سوريا ولبنان.. من الوصاية والهيمنة إلى التنسيق والندية انتشار أمني واجتماع طارئ.. إجراءات في حمص لاحتواء التوترات بعد جريمة زيدل سوريا الجديدة في مرآة الهواجس الأمنية الإسرائيلية من أماكن مغلقة إلى مؤسسات إصلاحية.. معاهد الأحداث تعود إلى الخدمة برؤية جديدة الطاقة الشمسية خارج الرقابة.. الجودة غير مضمونة والأسعار متفاوتة خريطة الترميم المدرسي في سوريا.. 908 مدارس جاهزة وألف أخرى قيد الإنجاز دمشق تستضيف اجتماع لجنة النقل في "الإسكوا" لأول مرة منذ أكثر من 15 عاماً سوق السيولة.. خطوة تدعم الاستقرار النقدي وزارة التربية تحدد مواعيد التسجيل لامتحانات الشهادات العامة لدورة 2026 عودة اللاجئين.. استراتيجية حكومية تعيد بناء الثقة مع الدولة سوريا والتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية... مسار لا رجعة عنه إعادة تفعيل البعثة السورية لدى منظمة حظر الأسلحة..السفير كتوب لـ"الثورة": دمشق تستعيد زمام المبادرة ... رئيس الأركان الفرنسي يؤكد ضرورة الاستعداد للحرب لبنان وسوريا يتجهان نحو تعاون قضائي مشترك تفعيل البعثة الدائمة.. كيف تطوي سوريا صفحة "الرعب" ومحاسبة مجرمي "الكيميائي"؟ الأردن يعزز التنسيق مع سوريا لمواجهة تحديات إقليمية