(رشدها لتدوم) هو عنوان الحملة التي أطلقتها مؤخراً وزارة الكهرباء بالتعاون مع المركز الوطني لبحوث الطاقة وعدد من الوزارات الأخرى والجمعيات ومنظمات المجتمع الأهلي للتوعية بأهمية ترشيد الطاقة في (المحافظة على الاستقرار الكهربائي الذي نعيشه حالياً) حسب تصريح مدير المركز، والتي تتضمن فعاليات ونشاطات مختلفة يتم التركيز من خلالها على الإجراءات التي يمكن أن يسهم بها المواطن أو مستهلك الطاقة بشكل عام بتخفيض الهدر في استهلاك الطاقة والاستخدام العقلاني والأمثل لها، حيث تستمر الحملة حتى نهاية شباط القادم مترافقة بذلك مع فترة الذروة الشتوية للطلب على الكهرباء التي تزداد خلالها الأحمال الكهربائية بشكل كبير وخاصة في القطاع المنزلي.
ويؤكد مدير مركز بحوث الطاقة في هذا الصدد أن كمية الكهرباء التي تستهلك في القطاع المنزلي تبلغ نحو 55 بالمئة من مجمل استهلاك الكهرباء على مستوى سورية من هنا توجب التركيز على هذا الجانب خلال الحملة الشتوية ليكون المواطن شريكاً أساسياً في نجاحها وخاصة أن تعاونه والتزامه ببعض الإجراءات سيكون له منعكس اقتصادي عائد عليه بالدرجة الأولى من خلال تخفيض فواتير الكهرباء واستمرارية تأمين الطاقة الكهربائية للجميع.
لكن على أرض الواقع يبدو الأمر مختلفاً ويبدو أن التنعم بدوام التيار الكهربائي غير مرتبط بسلوكيات يمارسها المواطن في مجال الترشيد من عدمه، إنما يخضع ربما لمزاجية يمارسها بعض الموظفين المناوبين على الخطوط، وما يدل على ذلك هو انقطاع التيار الكهربائي عن بعض الأحياء في مدينة دمشق لساعات متواصلة يومياً واستمرار التغذية 24 ساعة في معظم الأحياء الأخرى دون إعلان مسبق عن برنامج محدد للتقنين أو بيان لأسباب قطع التيار عن هذه الأحياء دون سواها! الأمر الذي سيؤدي بالتأكيد إلى حرمان الكثير من المواطنين من إمكانية متابعة الندوات والفعاليات التي يفترض أن توعيهم بالسلوكيات الصحيحة الواجب اتباعها لترشيد استخدام الكهرباء بسبب انقطاع التيار عنهم!.
رغم المطالبات المتكررة بتحقيق عدالة التقنين سواء بين المحافظات أم بين أحياء المدينة الواحدة، من خلال وسائل الإعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى من تحت قبة مجلس الشعب، تبقى هذه المشكلة التي تؤرق الكثير من المواطنين قائمة ويتم تدويرها من عام الى آخر فإلى متى؟!
هنادة سمير
التاريخ: الأربعاء 20 – 11-2019
رقم العدد : 17127