«الميسوري»..حكايــــا اجتماعيــة تحاكـــــي الواقـــع

 

«الميسوري» مجموعة قصصية صدرت عن الهيئة العامة السورية للكتاب, للكاتبة ميرفت أحمد علي, تتضمن المجموعة عددا من الحكايا الاجتماعية والسياسية التي تحمل هما وطنيا ومجتمعيا, تدور احداثها حول الفقر, والاخفاق, والمرض والاحتيال، وعلاقة الفرد بالآخر, وغيرها من الأمراض الاجتماعية الموجودة في كل زاوية من زوايا المجتمع.
استخدمت القاصة ميرفت في عدد من قصصها أكثر من تقنية فنية إلى جانب سردها المباشر فاستخدمت الأسلوب الفكاهي والساخر, و هذا ما حصل في أكثر من قصة مثل «الشاعر والشاعر»، و«الشاعر والذئب» والتي وظفت بشكل يدفع عن القارئ الشعور بالملل ويتابع الأحداث بشغف.
واللافت تسمية بعض أبطال قصصها بأسماء معروفة لها شأنها في مجال الشعر والأدب والهجاء ومعروفة من قبل الناس مثل «الفرزدق» و«جرير» وهذا ما يحمس القارئ على المتابعة لأحداث القصة والاستمتاع بأدق تفاصيلها وأيضا الاتكاء على اسماء تاريخية كما جاء في قصة «عودة جحا» التي جمعت ما بين الحماقة والجهل والفطنة والذكاء, وبين الفقر والغنى والسلبيات والإيجابيات الحياتية، ولا ننسى ما يشكله هذا الاسم في الوجدان الجمعي للذاكرة المجتمعية من حالة تعاطفية وبساطة تحاكي الغالب الأعم من المجتمع.
اللغة التي تستخدمها القاصة أقرب إلى لغة القصيدة الحديثة, وبعض جملها غنائية، الكاتبة تسلط الضوء على المشاكل السياسية والاجتماعية وتضعها تحت المجهر مطلعة القارئ على أجوائها، كما جاء في حكاية «الحمامة والبندقية» التي تجسد الواقع العربي المتردي والمهزوم أمام الارادة الأميركية, وكيف تجردهم من أوراق القوة وتسرق مواردهم باسم الصداقة وبعض المفاهيم والمصطلحات التي لاتتماشى وواقعنا العربي, والمضحك المبكي أن العرب يستقبلون هذه الأوامر برحابة صدر.. وبعد أن ينفذوا الأوامر يتصلون بهم ويسألونهم هل التنفيذ يرضيكم.
الميسوري ستة عشر مسردا قصصيا تتوازع فيما بينها هموم باذخة الأرق, تلخص معاناة البشر على المستويين الفردي والجمعي, من أول عهدهم بالحياة وصولا إلى راهنية الحدث، وعتبات المشهد المعاصر, مع ما عصف بالمسيرة البشرية من رياح التغيير، في منظومة التفكير والتدلير والتأثر والتأثير، التي خضعت لها العلائق المتبادلة, وأصابت الأواصر في أمتن عراها بالانحلال وبالتفكك، وابتلت الأرحام في أقرب صلاتها ووشائجها بالتفسخ والفرقة.
عالم من الجحود والخيانة في أحط درجاتها, وغوغائية سياسية وعبث من النخب الأول, تفوح من أعطافه قذارة التآمر على بني القربى.. التنكر للصديق الصدوق.. والغدر بالقريب المقرب.. زمن عربي خذله ناسه وأهله.. يفرخ الرذيلة.. ويطعن بالتراث العربي في ظهره.. يفوح من جلبابه عفن الثارات القديمة.. وشهوة الصيد وتصفية الدماء والحسابات تؤججها نيران الجهل والرعونة.

علاء الدين محمد
التاريخ: الثلاثاء 26-11-2019
الرقم: 17131

 

آخر الأخبار
زيارة الرئيس الشرع للبيت الأبيض.. تحوّل المسار السوري وتوازنه إقليمياً ودولياً تصريحات أميركية بعد اجتماع الشرع مع ترامب بعد دقائق من دخول الشرع إلى "البيت الأبيض".. الخزانة الأميركية تصدر قراراً مهماً  مركز للتصوير بالأمواج فوق الصوتية في مركز الأورام بمستشفى اللاذقية الجامعي  الرئيس الشرع يصل "البيت الأبيض" ويبدأ محادثاته بجلسة مغلقة إعادة تأهيل 320 مدرسة في إدلب زيارة الرئيس الشرع لـ"البيت الأبيض".. ماذا تريد واشنطن من لقاء دمشق؟ بعد 116 يوماً على اختطافه.. الدفاع المدني يجدد مطالبته بالإفراج عن حمزة العمارين سوريا تطرق أبواب "التحالف الدولي".. هذه أبرز الانعكاسات على الخرائط السياسية والعسكرية   ثلاث مشاجرات وحالة إغماء.. حصيلة يوم في "كهرباء حمص"..!  30 ألف مستفيد سنوياً من خدمات مركز الإعاقة ومصابي الحرب وفد سويسري – ألماني يضع ملامح تطوير التعليم المهني في دمشق أجندة ترامب الشرق أوسطية.. لماذا زار الشرع واشنطن قبل صفقة بن سلمان الكبرى؟ بسلاح الحجة والعقلانية.. الرئيس الشرع يفرض الحوار من أجل إلغاء قانون "قيصر" خلال أقل من عام.. كيف أوصل الشيباني سوريا إلى مكاتب "البيت الأبيض"؟ "رويترز".. هل باتت الوكالة البريطانية الوسيلة الأخيرة لترويج تنظيم "داعش" في سوريا؟ ماذا تعني الاتفاقية الأمنية الجديدة بين سوريا وإسرائيل؟ لماذا يترقب لبنان نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى "البيت الأبيض"؟ "تجارة حلب" تبحث تحديات قطاع المواد الكيماوية للأدوية ومواد التجميل بعد ارتفاع تعرفة الكهرباء.. المنتج المحلي عاجز عن منافسة المستورد