مجمــــع اللغــــة العربيــــة في مؤتمـــره الســـنوي الحـــادي عشــــر: راجعنا تسعة آلاف مصطلح علمي
يسعى مجمع اللغة العربية في مؤتمره السنوي الحادي عشر وتحت عنوانه العريض «اللغة العربية في التعليم العام والتعليم الجامعي» إلى تأكيد رسالة المجمع السامية منذ تأسيسه في أن تكون اللغة العربية الفصحى لغة التعلم والتعليم في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا.
وهذا ما يؤكده د. بسام ابراهيم وزير التعليم العالي في كلمته الافتتاحية للمؤتمر في أن اللغة العربية هي واحدة من أهم اللغات الحية في عالم اليوم ويتحدث بها نحو»250» مليون نسمة، واستخدام اللغة العربية في التعليم الجامعي في كل الفروع والكليات والاختصاصات ضروري، ذلك لأن تاريخ اللغة العربية يشهد لها بأنها كانت لغة العلوم العالمية خلال فترة طويلة من تاريخ البشرية.
ويضيف: اللغة العربية هي بوتقة جامعة لكل ما ننتجه ونبدعه، وهي هويتنا ومنبع تراثنا وأصالتنا، ووعاء فكرنا الإنساني، وإن تقدمنا أو تأخرنا فذلك مرتبط بتقدم لغتنا أو تأخرها، لكنها تعاني حالياً من تحديات كثيرة أهمها: تحدي العولمة وهيمنة لغة واحدة تهدد بذوبان الهوية الشخصية، ومشكلة الترجمة ولاسيما ترجمة المصطلحات، ومشكلة المعاجم والحاجة إلى تطويرها بما يتلاءم مع الوضع الحالي، وعدم قدرة لغتنا على مجاراة التطور الهائل على مستوى العالم.
ودعا بدوره إلى العمل من أجل تكريس ودعم طرائق وأساليب ومنهجية محاور المؤتمر الذي يؤكد أهمية اللغة العربية في التعليم العام والجامعي.
وفي كلمته يبين د. مروان المحاسني رئيس مجمع اللغة العربية بأن الأغراض الأساسية للمجمع في مجال معظم العلوم هي تأمين المستند التدريسي المناسب للتدريس الجامعي باللغة العربية التي تعتز سورية بأنها لن تحيد عنه خدمة لمستقبل طلاب يفهمون العلوم بلغتهم.
وأضاف: إن هدفنا الأصلي هو السعي إلى إبقاء لغتنا حاملاً ناصعاً لشخصيتنا القومية وتتطابق مع متطلبات العصر، ومحمية بجذورها اللامتناهية وطواعيتها الفريدة، وقبل كل ذلك تثبيت نماذجها الحضارية في أذهان شبابنا.
وأن الغرض من المؤتمر هو إلقاء نظرة على تعليم اللغة العربية في الدرجات التعليمية المختلفة لتحديد مدى تطابق مناهجها مع ما هو مطلوب، لتعود اللغة العربية لغة علمية ثقافية كما عرفت في ماضيها، ولا بد من إخراج تعليمنا من رتابة مفروضة معطلة للفكر في عالم أصبح يعتمد الأسس الرقمية الحاسوبية في توضيح الروابط اللازمة لبلوغ الفهم الحقيقي، ويكون المؤتمر منطلقاً جديداً لمجهودات متجددة تبرز طاقات اللغة العربية بسلامتها في فصاحتها حاملاً للحداثة بكل ما فيها من معارف وفنون.
ويعرض د. محمد مكي الحسني الجزائري الأمين العام لمجمع اللغة العربية في دمشق خلاصة أعمال لجان المجمع، والتي تركز على وضع المصطلحات العلمية والتقانية لما لذلك من أهمية في توطين العلوم باللغة العربية، وقطع الطريق على من يدعون تعذر تعريب التعليم العالي بسبب قلة المصطلحات.
ويخلص بدوره إلى أن لجان المصطلحات العلمية العشر في المجمع في هذا العام قامت بوضع ومراجعة تسعة آلاف مصطلح تقريباً باللغة العربية والفرنسية مع تعريفاتها، واستجابة لرغبة مركز الدراسات والبحوث العلمية شكّل المجمع لجنة خاصة لدراسة مصطلحات في علم الجودة وعلم القياس والملكية الفكرية.
وبين د. عيسى علي العاكوب عضو المجمع في كلمة المشاركين أن دمشق كانت العاصمة العربية الإسلامية الأولى التي انتقل إليها إرث العرب والإسلام حين خرج من الحجاز أول مرة، والشام هي الراعية للعربية والمنافحة عن العروبة والمدافعة عن حقوق العرب، وهي لطالما كانت داراً للّسان العربي المتحضر، وظلت دائماً حريصة على أن تكون العربية لغة العلم والحضارة والثقافة الحياة المتطورة.
وأضاف: المشاركون في المؤتمر حريصون على معالجة كل نقاط الضعف التي يستشعرونها في جسد تعليم العربية وتعلمها في مستويات ما قبل التعليم الجامعي وفي أقسام اللغة العربية في الجامعات العربية وفي مؤسسات تعليم العربية للناطقين بغيرها في المناهج وطرائق التدريس وأدوات التعزيز.
التاريخ: الثلاثاء 26-11-2019
الرقم: 17131