سبب تجاري..

 

 

 

حلقة وحيدة باقية وتنغلق الدائرة الحكومية على التجار عابدي المال ممن راكموا المليارات خلال ثماني سنوات من الأزمة التي تعيشها سورية بكل أبعادها، فالاقتصاد باشرت ترشيد المستوردات وتنظيمها وتدقيقها منذ سنوات ثلاث، والتموين انطلقت مؤخراً في حملتها ضد الأسعار والجشع.. ومصرف سورية المركزي أقفل باب التلاعب بفوارق سعر الصرف بين التمويل وسعر بيع السلع المستوردة للمستهلك وما ينتجه من عوائد في ذلك.. لتتبقى الحلقة الأهم..
بهدوء وصمت تتفرج وزارة المالية على ما يجري حولها دون أن تحرك ساكناً لتنهض بواجباتها، بالرغم من أنها صاحب السلاح الأمضى والأقوى في معركة المواطن والحكومة مع التاجر الجشع، الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات عن دوافعها لهذا الصمت والهدوء..
بالرغم من فرحة المواطن بالحملة الحالية والإجراءات الحكومية ضد من يستغل، إلا أن ما مضى يجب ألا يمضي، فالمالية وحدها القادرة على احتساب الأرباح التي جناها التاجر وكذلك البائع من عمل واستغلال السنوات الماضية، وإلزامه بالضريبة عنها، وكما ينجح مراقبو الدخل لديها بفرض وجودهم و(أساليبهم) على الكثير من الفعاليات التجارية والخدمية حتى الحلاق وبائع الفلافل، يمكن لهم احتساب وسطي الأرباح عن ثماني سنوات وإلزامهم بها.. طبعاً دون أن تذرّ المالية في عيوننا رماد التكاليف الضريبية الطريفة التي تُسجل على دفاترها بحق كل هؤلاء..
ليست القضية مستحيلة.. فيوم اتُخذ القرار دخلت الجمارك محال التجار حتى وصلت أصواتهم عنان السماء لفداحة ما يمارسونه من مخالفات، فما المانع من تكرار السيناريو اليوم ضريبياً.. وكما تفرض المالية محاسبي الإدارات في مختلف دوائر الدولة، يمكن لها أن تفرض على المخالفين حملة لمكافحة التهرب الضريبي لرفع العتب عنها على الأقل..
ليس أقدر من المالية على معرفة الضريبة الحقيقية لكل هؤلاء التجار والباعة، فموظفوها من يدونون لهم مبلغ تلك الضريبة، ومديروها من يوقعون، ومفاصلها الأكبر من يبتّون في الاعتراضات التي يقدمها هؤلاء، الأمر الذي يجعل من الحصيلة أكبر للخزينة العامة للدولة ولخدمات المواطنين تالياً، وكذلك للنسبة التي تحصل عليها المالية من عائدات الجباية وضبوط الاستعلام الضريبي.
إن قررت التحرّك طبعاً..

مازن جلال خيربك

التاريخ: الأحد 1 – 12-2019
رقم العدد : 17135

 

آخر الأخبار
"ذاكرة اعتقال"..  حلب تُحيي ذاكرة السجون وتستحضر وجع المعتقلين "صندوق التنمية السوري".. خطوة مباركة لنهوض سوريا على كل الصعد من الجباية إلى الشراكة.. إصلاح ضريبي يفتح باب التحول الاقتصادي فضيحة الشهادات الجامعية المزورة.. انعكاسات مدوية على مستقبل التعليم   أزمة إدارية ومالية.. محافظ السويداء يوضح بشفافية ملابسات تأخير صرف الرواتب "صندوق التنمية السوري".. إرادة وطن تُترجم إلى فعل حين تُزوّر الشهادة الجامعية.. أي مستقبل نرجو؟ جامعة خاصة تمنح شهادات مزورة لمتنفذين وتجار مخدرات  وزير الاقتصاد: ما تحقق في"دمشق الدولي" بداية جديدة من العمل الجاد "اتحاد غرف التجارة الأردنية" يبحث تطوير التعاون التجاري في درعا تفعيل دور  الكوادر الصحية بالقنيطرة في التوعية المجتمعية "المرصد السوري لحقوق الإنسان" يقطع رأس الحقيقة ويعلقه على حبال التضليل حملة فبركات ممنهجة تستهدف مؤسسات الدولة السورية.. روايات زائفة ومحاولات لإثارة الفتنة مع اقتراب العام الدراسي الجديد...  شكاوى بدرعا من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية  برامج تدريبية جديدة في قطاع السياحة والفندقة إلغاء "قيصر".. بين تبدل أولويات واشنطن وإعادة التموضع في الشرق الأوسط دعم مصر لسوريا..  رفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية  تطوير التشريعات والقوانين لتنفيذ اتفاقيات معرض دمشق الدولي أزمة المياه تتجاوز حدود سوريا لتشكل تحدياً إقليمياً وأمنياً "كهرباء القنيطرة": الحفاظ على جاهزية الشبكة واستقرار التغذية للمشتركين جهود لإعادة تأهيل مستشفيي المليحة وكفربطنا