كنا نتبرم من وضع معيشي صعب، ونشكو عجزاً عن تلبية ضروريات حياتية ولكن لم يتسلل اليأس إلى قلوبنا وكان الصبر والصمود سيد الموقف ،ونجحنا في ابتكار حلول علاجية سورية بامتياز من تدبير وتدوير وترشيد ..واختراعات فرضتها الحاجة والواقع والحياة .
ومع تحقيق أمل زيادة الراتب ، لسنوات طويلة عشناها بعدما كنا نحاول الخروج من عنق الزجاجة، بقرض أو دين وعمل إضافي .
اليوم ،اتسعت فسحة الأمل وتحقق بعض الحلم بزيادة مجزية لأنها جاءت وبلدنا مايزال يعاني من تبعات حرب ظالمة وعقوبات اقتصادية جائرة .
لم ينغص الفرحة بزيادة الراتب إلا التخوف من زيادة أسعار تغتال بشرى أسعدت قلوبنا، وتجربة المواطن مريرة مع تجار الأزمة ومن دون زيادة ،وأما فرحة الأطفال فلا تعادلها إلا فرحتهم بالعيد وكيف لا يبتهجون وقد استل كل منهم ورقة بيضاء ليلونها بما حلم به من ألعاب ومأكولات شهية ..طلبات تقدموا بها إلى آبائهم لتأتي مع الموافقة وجبر الخواطر .
هذه المنحة لنا ومن حقنا وعلينا تقع مسؤولية الحفاظ عليها وحمايتها من جشع المستغلين بتفعيل ثقافة الشكوى والثقة بجدواها ولاسيما هناك تحرك ملحوظ وجدي من المعنيين بحماية المستهلك وعلى أرض الواقع لينعم المواطن بهذه الزيادة وليشعر بحلاوة طعمها .
رويدة سليمان
التاريخ: الأربعاء 4-12-2019
الرقم: 17138