على كل بقعة من أرض سورية حكاية انتصار, نعم.. انتصار كبير وصمود عظيم سطره السوريون بهمة رجال الحق رجال الجيش العربي السوري .
اليوم تغزل مدينة حلب من جديد حكاية بطولة وصمود ، فهي تتصدى لجحافل الإرهابيين والخونة الذين يريدون أن ينتقموا من مدينة الحضارة والرقي, المدوّنة في صفحات التاريخ
وقوافي الشعراء.عندما تسير بها تشعر بحضور آسر البوح في وجدانك, فما كانت تحفظه الذاكرة من صور وحنين للحظات وتفاصيل عشناها في أيامنا الماضية, عادت اليوم برونق جميل وبصورة أبهى، حيث لا مظاهر للحرب فيها, بل هي ولت مع خيبات الحاقدين والمتآمرين، لتبقى حلب النجمة فارهة الضوء, والمدينة التي تضج بالحياة والحب والفرح.
في شوارعها مظاهر الاحتفال بالأعياد القادمة تتحدث عن صمود هذه المدينة وحضارة شعبها ..أما قلعتها الشامخة التي طالتها يد الإرهاب فعادت مزهوّة مزنرة بشموخ الانتصار
وكأنها مزار للضيوف والتواقين لرؤية تفاصيلها ..والأهم أن العيش المشترك والتآخي الروحي الذي راهن الكثيرون عليه، كان السلاح الأمضى في مواجهة التحديات جميعها ..
مدينة حلب العتيقة التي أدرجتها «اليونيسكو» على لائحة التراث الحضاري العالمي منذ عام 1986 صامدة أبية, اثبتت أنها سنديانة الزمان, وروح التاريخ , ومدينة العلم والأدب والفكر .
واليوم تزهو بأيامها المسرحية التي تعيد الألق لمبدعيها وتقدم فناً راقياً من نبض الحياة.
نبض سورية التي وُصفت ذات يوم بأنها (خلاصة لتاريخ العالم) وهي قادرة على تحقيق النصر ودحر الإرهاب، فالسوريون تمرسوا على تجرع الصبر والتحمل حين يكون ذلك في سبيل الوطن الأغلى والأسمى …
كتب الشعراء عنها الكثير لكننا سنبقى نردد ماقاله الدمشقي الكبير نزار قباني : كل الدروب لدى الأوروبيين توصل إلى روما ..كل الدروب لدى العرب توصل إلى الشعر، وكل دروب الحب توصل إلى حلب .
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 11 – 12-2019
رقم العدد : 17143