قال لي بألم واحتراق يحاكي احتراق شموع عيد ميلاد، هل تصدّق بأن علاقتي بالكهرباء شبه مقطوعة نتيجة التقنين، أستيقظ صباحاً فأجدها مقطوعة، أعود من عملي بعد الظهر فأجدها مقطوعة، وفي السهرة تنقطع، والمفارقة أنها تأتي قوية أثناء استغراقي في نوم عميق، فأقضي منامي حالماً بإصدار الأوامر لمن حولي (طفّوا الأضواء الزائدة.. تفقدوا الأدوات الكهربائية.. ضعّفوا الدفاية.. خففوا الغاز..إلخ) وأفكر حالياً بالحصول على إجازة من العمل لكي أُعيد هذه العلاقة شبه المقطوعة بيننا..!
قلت له: الإجازة فكرة طيبة.. ولكن حذارِ من أن تنقطع علاقتك بزوجتك وأولادك نتيجة جلوسك الطويل في البيت، وتوجيه الملاحظات وإعطاء الأوامر لهم، لأنهم في الفترة التي تأتي فيها الكهرباء، سيحاولون استغلالها إلى أقصى حدّ ممكن في شحن البطاريات الخاصة بالليدات والجوالات، وتشغيل التلفزيون والغسالة والبراد والمكنسة والراوتر والسيشوار والقاظان والمدفأة وربما المكيف ــ إن وُجد ــ إضافة إلى باقي وسائل الإنارة في المنزل.. وهذا وحده يكفي لإيقاظك من أحلامك الجميلة على وقع كابوس الفاتورة التي تنتظرك..!
قال: لعلك تقول الصواب.. فما الحل برأيك..؟!
قلت: هناك حل يضمن لك رؤية الكهرباء بصورة دائمة والاستمتاع بها.. ولكنه يتطلب نشاطاً وحركة..؟!
قال: انصحني أرجوك أشر إليّ..!
قلت: تقوم بإعداد برنامج زيارات دورية على أصدقائك في حارات ومناطق مختلفة، ثم تقوم بالاتصال بهم، بحيث تقضي الوقت عند الصديق الذي ينعم بالكهرباء والدفء خارج التقنين..؟!
قال: لعله حلّ جميل..!
قلت: أجل.. ولكن من المؤكد أن علاقة أصدقائك بزوجاتهم وعائلاتهم ستنقطع، إذ إن أغلبهم ــ والحالة الاقتصادية صعبة والغلاء على أبو موزة ــ غير قادر على استقبال ضيف واحد هذه الأيام وخاصة إذا كان على مستوى (هضامتك) الزائدة ..!!
عبد الحليم سعود
التاريخ: الأربعاء 11 – 12-2019
رقم العدد : 17143