إذا المحبة أومت إليكم..

 

لابد أن يستوقفك كتاب» النبي» لجبران خليل جبران» كلما أعدت قراءته لما يحمله من مضامين تغوص في عمق حياتنا وسلوكياتنا وتسبر خفايا النفس البشرية، ليأخذنا بعد ذلك إلى نهج جديد في الحياة يرسم خطانا ويؤسس لعالم من نوع آخر، عالم يتقاطع في مفاهيمه مع مايمكن أن نطلق عليه «المدينة الفاضلة» في دعوة إلى نبذ العنف والكراهية والضغائن، والتوجه إلى المحبة والتسامح وقبول الآخر.
هو حديث النفس عندما كنت أتجول في بعض شوارع دمشق التي ازدانت بأنوارها المشكّلة بطريقة رائعة وسط مرح الناس وفرحهم وازدحامهم في الأسواق يمضي كل واحد إلى غايته، يتعالى على كل لحظات الحزن ليشكل الفرح بوصلته من جديد، يلبون في ذلك دعوة إلى الحياة ونبضها الذي يأبى أن يتوقف لشعب هم أبناء هذه الحياة، ويلبون ربما عن غير قصد منهم رغبة كامنة في الصدور، كرستها مقولة جبران:
إذا المحبة أومت إليكم.. فاتبعوها
إذا ضمتكم بجناحيها.. فأطيعوها
إذا المحبة خاطبتكم.. فصدقوها
فأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية على الأبواب والجميع على اختلاف شرائح المجتمع ومذاهبهم يشاركون أبناء جلدتهم في أفراحهم وأعيادهم، فلم نعتد في بلادنا إلا أننا نسيج واحد متماسك، ونشكل أنموذجا للعيش المشترك والتسامح الديني والتآخي الروحي، ولاشك أن هذا الارتباط الكبير بين أفراد مجتمعنا كان السلاح الأمضى في مواجهة التحديات جميعها.
ولايختلف اثنان أننا اليوم والبلاد تعيد من جديد بناء البشر والحجر، نحتاج تلك المعاني النبيلة التي تكرسها الأعياد في نشر الفرح والمحبة والتعاون والتعاضد في وجه كل من تسول له نفسه أن يعيث فسادا أو تخريبا في بلادنا، وماأحوجنا أيضا إلى إعادة تكريس مفاهيم الخير والحب والجمال، والعمل بإخلاص من أجل بناء الوطن وعزته.
وتتحالف السماء مع الأرض في نشر الفرح، فالسماء لاتزال تغدق بعطائها من الأمطار لينبت الحب والخير في كل مكان، كما تحيي القلوب التي آلمها الحزن لتبدأ مع الحياة عهدا جديدا ممهورا بالأمل والحب وبأن القادم هو الأجمل.
فاتن دعبول

التاريخ: الثلاثاء 17 – 12-2019
رقم العدد : 17148

 

آخر الأخبار
توزيع ألبسة شتوية على مهجري السويداء في جمرين وغصم بدرعا   زيارة مفاجئة واعتذار وزير الصحة..  هل يعيدان رسم مستقبل القطاع؟   5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب"