من حين لآخر تتحفنا «وزاراتنا» بمشاريع طوباوية وكأنها تعيش في كوكب آخر أو زمن آخر…!
هي مشاريع «قديمة» تم تداولها ودراستها في زمن «الراحة» أي قبل الأزمة المركبة التي فرضت على سورية…وأعتقد لو أن النيات كانت صادقة لكانت الآن أمراً واقعاً…!!
اليوم تعود بعض الوزارات لطرح هذه المشاريع أو بلغة أدق «إعادة إحيائها»…
عجباً…اليوم سورية مرهقة… مستنزفة… والحصار عليها من كل حدب وصوب تخرج عليك تلك الوزارات بمشاريع «هي استراتيجية» إلاّ أن تكلفتها العالية أو سوء الدراسة هي التي منعت إقامتها في وقت الراحة…!!
إذاً كيف اليوم… ولماذا…؟!
هل هو تنظير… وبيع تصريحات… أو تكبير الحجج لإظهار أن مسؤولي هذه الجهات يفكرون ويدرسون لا بل يخططون…!!
الحكومة الإلكترونية وجر مياه الساحل إلى دمشق… والمترو… كلها مشاريع تم تداولها في مراحل سابقة إلاّ أنها ولدت ميتة إما لسوء الدراسة وإما صعوبة التمويل أو قلة التدبير…!!
أو قد تكون مشاريع غير مجدية اقتصادياً…!!
على كل مهما كانت الأسباب التي توقفت لأجلها هذه المشاريع فإن إعادة التفكير فيها في هذه المرحلة ينم عن أن هؤلاء المسؤولين إما بعيدون عن الواقع وإما أن تنظيرهم «خيالي» بغية استعراض عضلات هشة لحجز مقعد لهم في قادمات الأيام…!!
المواطن وصل إلى مرحلة الملل… ولم يعد يقوى على سماع حكايا خيالية… هو لا يريد في هذه الفترة الصعبة إلاّ إسعافه عبر ضبط الأسواق وتوفير السلع ومنع الاحتكار وتأمين متطلباته الأساسية من لوازم الشتاء…!!!
أما مشاريعكم الاستراتيجية فيمكن تأجيلها إلى حين… حين تنهض سورية من جديد… وستنهض، فالاستحقاقات الضرورية من إعادة الإعمار وتأهيل المجتمع من تداعيات هذه الأزمة هي من الأولويات ومن ثم يمكن أن تفكروا بمشاريع بناء ضواح سكنية في الفضاء وبناء سدود في المريخ…
ونعدكم حينها أننا سنطبل لها ونزمر… رغم معرفتنا وإدراكنا أنه ما هو إلا تنظير خاوي الوفاض…!!
شعبان أحمد
التاريخ: الأربعاء 18 – 12-2019
رقم العدد : 17149