دمشق القديمة تتألّق بأحيائها..في تجربة دون سيارات

 

مدينة الياسمين، وقُبلة الشعراء ومصدر إلهامهم ، تميّزت بأحيائها القديمة ذات الطبيعة الخاصة ، والتي تُجسِّد رونق العمارة الفريد من نوعه ، فيما بقيت مسألة ازدحام السيارات فيها تُلقي ظِلالها على خصوصية المكان وتُمثِّل هاجساً لسكان مدينة دمشق القديمة.
وفي محاولة لإعادة الاعتبار لبهجة المنطقة وإظهار تفاصيلها ، نظّمت محافظة دمشق فعالية دمشق القديمة دون سيارات ، وذلك في تجربة هدفها الحصول على معطيات تُبيّن مدى انعكاس هذا المشروع الإيجابي.
وخلال تنفيذ تلك التجربة ، بدت المدينة أكثر هدوءاً وجاذبية بالنسبة للكثيرين ، حيث شهدت أحياء دمشق القديمة نشاطات اجتماعية وفنية وثقافية وترفيهية متنوعة ، وكذلك تأمين دراجات (باكسي) وسيارات كهربائية لنقل المواطنين داخل المدينة إلى جانب قيام عدد من المطاعم بالاستقبال والضيافة.
وبيّن مدير دمشق القديمة المهندس مازن فرزلي «للثورة» أن التجربة تهدف لاستبيان جدوى الحفاظ على مناطق دمشق القديمة خالية من دخول السيارات من عدمه، ومدى تقبُّل المواطنين للفكرة لدراسة إمكانية تنفيذها ، وأن مجموعة المقترحات الحالية هي تأمين البديل لدخول السيارات، وهي في مرحلة الدراسة لاستيعاب سيارات دمشق القديمة ضمن مرائب ، وأضاف فرزلي أن هذه الفعالية هي تجربة تقوم بها محافظة دمشق لمعرفة السلبيات والإيجابيات التي تترتّب على تنفيذ هذا المشروع، من خلال معرفة عدد السيارات التي ستدخل المدينة يومياً وما هو منها لسكان المدينة القديمة وما هو لأصحاب الفعاليات التجارية ونوعية هذه السيارات والتعرف على مدى إمكانية وضع هذه السيارات في المرائب المحيطة في دمشق القديمة، وكذلك حصر عدد الداخلين إلى المدينة القديمة من السكان والتجار والزوار.
فراس قبلاوي موظف و أحد قاطني الحي أوضح أن هذه التجربة تُسهم في تخفيف التلوث البيئي والبصري وتقديم خدمات أفضل ولا سيما فيما يتعلّق بالنظافة ، و تُخفّف من الازدحام وتُعطي قيمة سياحية وجمالية.
بدوره نوه عبد الكريم الأصيل تاجر وصاحب محل أقمشة بروكار أنّ وجود السيارات يؤدي الى ازدحام قُرب محلات العرض وبذلك لا تتمكّن المارة من رؤيتها يما يناسبها للشراء ، أمّا في حال عدم وجود السيارات فذلك يساعد على رؤيتها بوضوح.
وأكدت الممرضة سهيلة عيسى من سكان دمشق القديمة أن المنطقة تُعاني من ازدحام السيارات ويجب تخديمها بسيارات كهرباء ووسائل نقل بديلة لتسهيل تنقل المواطنين وشراء متطلباتهم.
هبة الباش موظفة بشركة اتصالات اعتبرت أنّ التجربة تُظهِر جمال الشارع والأشجار وبقيّة تفاصيل المكان ، فيما ذكرت المدرسة إنعام سعيد أن الازدحام يُعرقل وصول سيارات الإسعاف أو الإطفاء إلى سكان المنطقة وأصحاب المحلات والطرقات لاتتسع للسيارات ، وأن الازدحام يؤثّر على خدمات النظافة.
ولعلّ ما أجمع عليه متابعو تلك التجربة هو أنّها منحت دمشق القديمة فُسحة من الراحة البيئية وفُرصة لإظهار خصوصيّة طُرقاتِها وطبيعة أبنيتها ، والتي يُساهم الازدحام والتلوث في التأثير السلبي على تِلك الملامح العمرانية المتميزة.
نيفين عيسى

التاريخ: الخميس 19 – 12-2019
رقم العدد : 17150

 

آخر الأخبار
5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي