في خضم الإفلاس الذي يعيشه المواطن معظم أيام الشهر تغدو الخضار الورقية وفي مقدمتها السبانخ (المتخم بالحديد) والملفوف الذي يصلح لليبرق والسلطة والسلق الأخضر البلدي الحل السحري في معظم البيوت.. وبهذه المجموعة الخضراء تتفنن الزوجات و(حتى الأزواج) في إعداد وجبات ساخنة بسعر مقبول وجيد لمواد قيمتها الغذائية عالية وحديدية.
أشهر (اليخضور) فيها الكثير من الرحمة للكثير من البيوت بعد أن أصبح الكثير من السلع الأخرى خارج قائمة الطهي المنزلي.. فالفول اليابس تكبَّر على زبائنه ووصل سعر الكيلو إلى 1200 ليرة.. ويبدو أن أشهر المواطن ستصبح كلها مصبوغة باليخضور.
غلال الأرض الطيبة والخضراء التي تصل للأسواق أو تلك التي تنبت في البرية من (هندباء) و(قرص عنة) و(لسان الثور) و(الخبيزة) وغيرها نعمة بعد نقمة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء وملحقاتها.. ودعم ما يزرع منها من قبل الفلاحين ضرورة في أيام الحصار الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية التي يعتمد عليها المواطن في غذائه.
أشهر (اليخضور) عنوانها الأبرز (الخضار) والحمضيات التي تثبت حديد الخضار في أجسامنا ومن المفضل للمواطن البحث عن ملابس ملائمة لهذه الأشهر تكون سميكة و(خضراء).. ولا سيما في شهر كانون الأول فليس في الأشهر شهر مثله في اخضرار قلبه وقساوة أنوائه.
شهر الاسترخاء والراحة مع تصفية الإجازات مناسب جداً لأحلام اليقظة.. يسمى في الشام والعراق (كانون أول) وفي المغرب (دجنبر) و في موريتانيا (دجمبر) وفي الغرب (ديسمبر).. غير أنه وعلى ضوء توافر الخضراوات لا ضير من تسميته شهر (خضمبر) نكاية في الدولار والمتلاعبين به.
منهل إبراهيم
التاريخ: الأربعاء 25 – 12-2019
رقم العدد : 17154