وسط مشهد يومي لحالة السوق والأسعار لم يزل عنوانه فوضى الأسعار وارتفاعها دون حد معين، وبيع بسعر مخالف وارتكاب مخالفات شتى من غش واحتكار لكثيرين من باعة وتجار استسهلوا غياب الضمائر لمزيد من الأرباح والتمادي في الجشع والاستغلال لمستهلك همه اليومي تأمين مستلزمات ومتطلبات أسرته من سلع استهلاكية وغذائية.
كما أن دور الجهات المعنية بالرقابة وحماية المستهلك وضبط تغيرات الأسعار لم يصل للمطلوب من ذلك وخاصة إيجاد حالة متوازنة تكبح حالات الغش والمخالفات وعدم التقيد بالتعليمات والتصريحات التي تطلقها هذه الجهات ضمن إطار عملها للحد من فوضى الأسعار ومحاسبة المخالفين والمحتكرين ممن يتاجرون باحتياجات المستهلك وحتى بصحته عبر مخالفات عدة للمواصفات الصحية للسلع الغذائية.
بالمقابل لا يمكن إغفال موضوع التدخل الايجابي لصالات ومنافذ المؤسسة السورية للتجارة والذي علقت عليه آمال المواطنين منذ فترة ارتفعت فيها الأسعار وما زالت تشهد ارتفاعاً متصاعداً، حيث لاقى هذا التدخل صدى إيجابياً عكس حالات من الرضى والقبول لدى المواطنين ممن يقبلون على هذه الصالات لتأمين متطلباتهم من مختلف السلع حيث فارق السعر واضح بين الصالة والسوق.
ومع كل ما يسجل لهذا التدخل من أهمية وحضور لافت للسورية للتجارة، إلا أن هذا التدخل ما زال تسجل عليه حالات من التباين الواضح في مختلف الصالات، حتى مع الكثير مما تمت الإشارة إليه سابقاً في هذا المجال ويؤكده واقع عمل هذه الصالات.
فهناك صالات تزخر بمواد وسلع متعددة وصالات أخرى يفتقد المواطن فيها طلبه من الاحتياجات خاصة ما يتعلق بمادتي الزيوت والسكر، فواقع الحال في صالات كثيرة في محافظات عدة يبين معاناة كبيرة للمواطن للحصول على احتياجاته لعدم توافرها في الصالات حتى للكميات التي حددت بموجب البطاقة العائلية فعبارة لا يوجد سكر باتت موجودة على أبواب الصالات تلافياً لتكرار الأسئلة حولها، والمناطق والأرياف في المحافظات أكبر مثال على ذلك في المعاناة.
ولتحقيق الهدف والجدوى من التدخل ما أمكن، قد يكون الرصد الميداني لواقع هذه الصالات ومنافذها ومتابعة عملها اليومي أمراً ضرورياً للغاية لرفدها بالمواد الضرورية وتنوع سلعها بما يحقق تلبية جميع الاحتياجات لجميع المناطق في المحافظات لتصل جميع الصالات لسوية عمل نحو تدخل متكامل حاضر وليس منقوصاً.
مريم إبراهيم
التاريخ: الخميس 26 – 12-2019
رقم العدد : 17155