المشهد نفسه يتكرر أول كل شهر أمام الصرافات الآلية, ازدحام تعودنا عليه أمام محطات الوقود وفي الأفران, وفي المواصلات, وتكدس بشري عند التقدم إلى مسابقة ما للفوز بوظيفة حكومية, ويشتد اليوم هذا الازدحام أمام مراكز بيع الغاز, ولست بصدد الحديث عنها وقد مللنا الشكوى والتذمر, ولسنا أيضاً ممن يسبون الظلام تشاؤماً وعجزاً وتواكلاً على الدولة (الأبوية ).
ولو دققنا بتفكير إيجابي ونظرنا بعينين مفتوحتين لهذا الازدحام, لوجدنا شيئا مختلفا, نلاحظ ظاهرة اجتماعية تبعث على التفاؤل وتعينك على الصبر في قضاء حوائجك مهما طال انتظارك, هو نظام الدور الذي ينطوي على شعور اجتماعي ينم عن ذوق وجمال وحياة وتستغرق في الإعجاب والفخر بهذا التناسق عندما ترى أحد المصطفين يحاول تجاوز دوره ويقفز فوق الجميع محاولاً خداعهم بدورهم تارة ومستعطفاً إياهم تارة أخرى ولكنه يفشل تحت ممانعتهم وإصرارهم على تطبيق النظام مهما استطال حبل الدور, وعاد أدراجه إلى الوراء بقوة النظام, خجلاً من تجاوز فاضح للذوق الاجتماعي ها قد بدأنا بمراعاة النظام في أعمالنا, ليس هناك من يتجاوز آخر ولا أحد يسبق الآخر, والدور الباقي على الموظف المسؤول عن تسيير هذا الدور في بعض المواقع الخدمية, الأمين على تنفيذه بدون مراعاة للخاطر وأي اعتبار آخر.
رويده سليمان
التاريخ: الخميس 26 – 12-2019
رقم العدد : 17155