الملحق الثقافي-نبوغ محمد أسعد:
مجموعة لا تبحث عن مصطلحات، لكنها تستمر بقوة وتندرج تحت لهفة الشعر الغجري الذي استطاع أن يمتلك اللغة والرؤية، ويذهب من القلب إلى القلب لكنه لا يسعى عبر دلالاته إلى تزوير الحقيقة الشعرية المكونة من مشاعر وعواطف وأحاسيس، وهذا نص بعنوان إذا ما جاء الصيف:
سأسافر عبر الماء
إذا ما جاء الصيف
لأشتري حصاناً أحمر كالثعلب
وآخر ذا غرة في قائمتيه
أشتريهما لا أحتفظ بهما
إنما لأبيعهما ثانية
وتتنوع المواضيع ويلعب الخيال دوراً تركيبياً في حالات قد تصنع بيئة، أو جزءاً من كون غريب كخطف وسرقة خيول، واضطرابات نفسية واجتماعية ودهشات مختلفة وزخرفات متنوعة قد يصل التعبير إلى حد الخرافة وتجاوز المكان كما جاءت في قصيدة سرقة:
جوي يا إلهي
سرقنا جياداً
شددناها إلى العربة
وهربنا بعيداً بعيداً
ثمة حلات تطرحها النصوص الشعرية تدخل في اللامعقول عبر ألق نفسي شعوري يدل على الحالة الذاتية النقية التي يعبر عنها هذا الشعر.
هذا شعر برغم ألقه يدفعنا لتتبع آثار الغجر في التاريخ القديم ليصعب علينا أن نعرف منبت هذا الشعب الذي اختلفت الآراء إن كان هو من بلاد ما بين النهرين أو إثيوبيا أو مصر، إلا ان النتيجة تدل على أن هذه فئة شعبية يتحدر أصلها إلى الهند، ولكن الاضطرابات التي حلت بعد موجات الغزو انقسم هذا الشعب إلى ممرات مختلفة تحت سقف السماء متجنبين الآلام والكوارث لكنهم عبروا آلاماً كثيرة وتعلموا لغات متنوعة وعاشوا في أماكن مختلفة لتكون لغتهم محملة بالصدق والعاطفة وهذه قصيدة حزن على الغراب الأسود
خلف الصبية ..في الغابة الكبيرة جرينا
عبر الحقول الفسيحة ..في الغابة الكبيرة الخضراء
حملنا قدورا واسعة لجوع الغجر الكبير.
أغاني الغجر، مجموعة من تأليف راد أوليك وبرانكو راديشفيتش، ترجمها عن الألمانية الدكتور عبدو زغبور. منشورات دار التكوين بدمشق.
التاريخ: الثلاثاء 31-12-2019
رقم العدد: 980