الملحق الثقافي-إعداد: رشا سلوم:
مما لا شك فيه أن المسرح أبوا لفنون التي لا يمكن تجاوزها وإن تم إهمالها إلى حين من الزمن، فهو بآثاره المادية والمعنوية خالد، آثاره المادية تلك التي تتمثل بالمدارج المسرحية التي تجدها شامخة في الكثير من بلدان العالم، ولاسيما في سورية واليونان، من مسرح بصرى، إلى مسرح جبلة، وغيرهما الكثير. خلد المسرح المبدعين، اعطاهم بقاء للزمن، لكنه أهمل لفترة من الزمن، ولكنه الجذر الذي لا يمكن أن يموت، من هنا كانت المقولة الخالدة (اعطني مسرحاً أعطك شعباً متحضراً).
بكل الأحوال، ها هو المسرح يستعيد ألقه وتعمل الجهات المعنية في سورية، وفق خطة مدروسة وصحيحة، إذ تبدأ من المرحلة الابتدائية وتعنى بالشأن المسرحي لإعداد جيل مسرحي قادر على الإبداع. ومع احتفالات أعياد الميلاد وعطلة منتصف العام الدراسي انطلقت عروض مهرجان مسرح الطفل على خشبة مسرح الحمراء بدمشق.
المهرجان الذي نظمته مديرية المسارح والموسيقا دائرة مسرح الطفل، بدأ بعرض لآلة النفخ والإيقاع لفرقة كشافة سورية، ثم قدم مدرب الأطفال الفنان علاء صالح مواويل ومجموعة أغان منوعة. كما أدى النجوم الأطفال تاج قسام وزين عمار وغنى أبو حمدان وعبد الرحيم الحلبي مجموعة أغان منفردة ومشتركة وسط تفاعل الجمهور.
الفنان رأفت أبو حمدان قائد فرقة صدى الموسيقية عبر عن سعادته بالمشاركة في مهرجان الطفل لأنه يدخل السرور الى قلوب صغارنا.
بسام ناصر مدير مسرح الطفل أوضح أن المهرجان يشمل عروضاً مسرحية في عشر محافظات سيتم خلالها تقديم نحو 40 عرضاً على مسارح مديريات الثقافة في المحافظات إضافة الى المسارح الرئيسية والتابعة لمديرية المسارح والموسيقا كمسرحي الحمراء والعرائس.
وأشار ناصر إلى أن هذه الفعالية سنوية تقام في العطلة الانتصافية إضافة إلى فعاليات أخرى في مناسبات الأعياد، لافتاً إلى أن الهدف منها إمتاع الأطفال وإدخال السرور إلى قلوبهم.
كما انطلقت على خشبة المسرح القومي في اللاذقية فعاليات مهرجان مسرح الطفل بعرض القط أبو جزمة، إعداد وإخراج مجد يونس أحمد والذي يأتي ضمن مشروع يعمل عليه من خلال إعادة إنتاج الحكايا القديمة بما يناسب الطفل، وإيصال مجموعة من القيم كالصدق والاستماع الى نصائح الأهل بالاستفادة من شخصيات محببة للأطفال.
وأوضح مدير المسرح القومي باللاذقية الفنان حسين عباس أن عروض المهرجان تشمل ثلاث مسرحيات هي إضافة إلى العرض المذكور مسرحيتا «السور المنيع» و»الوحش وغابة الأصدقاء» وتقام بالتعاون مع مديرية الثقافة، مشيراً إلى الحرص على مشاركة فرق خاصة إضافة إلى عروض فرقة المسرح القومي.
وانتقت إدارة المهرجان بحسب عباس عروضاً مسرحية توفر المتعة والفائدة للأطفال ضمن طقس مسرحي متكامل مشيراً إلى العمل على تقديم هذه العروض في المراكز.
هذا الحراك المسرحي يجب ألا يكون موسمياً، بل أن يمتد طوال العام، وأن يكون مادة دراسية في المناهج التربوية تقدم بشكل مبسط وترتقي رويداً رويداً بذائقة أطفالنا إلى أن نصل إلى المرحلة الجامعية، ومن ثم ليكن التخصص في هذا الفن العريق لمن يريد ذلك، ولاسيما أن بيئتنا الثقافية توفر مثل هذا الإبداع.
التاريخ: الثلاثاء 31-12-2019
رقم العدد: 980