على أبواب الامتحانات الجامعية تطل مرة أخرى برأسها ظاهرة انتشار الملخصات الجامعية التي غزت المكتبات المحيطة بحرم الكليات الجامعية، حتى أن بعض الاكشاك والمكتبات باتت تحتكر بيع هذه الملخصات وباتت أسماؤها معروفة في سماء التعليم الجامعي بالنسبة للطلبة حيث يتم الترويج لها عبر اكثر من طريقة في سبيل اغراء الطلاب بأنها الطريق الأقصر للنجاح في ظل غياب شبه كبير للكتاب الجامعي خلال السنوات الأخيرة .
وباتت نسبة كبيرة من الطلاب تستخدم هذه الملخصات لدرجة أنهم قد يصلون الى مرحلة التخرج دون ان يشتروا الكتب الجامعية، واعتمادالطلبة على الملخصات بهذه الطريقة يعني مخرجاً علمياً سيئاً كون معظم هذه الملخصات حررها طلاب متواجدون في المحاضرات وهي تحتمل وجود عدد كبير من الاخطاء، والأسوأ من كل هذا أن هذه الملخصات انتشرت في الكليات العلمية مثل الطب والهندسة كما تستشري النار في الهشيم ، الأمر الذي قد تتبعه عواقب وخيمة لأصحاب مهن ترتبط بحياة الناس بسبب إهمال الكتاب الجامعي الذي كان دوما سبباً رئيسياً في احتلال جامعة دمشق مواقع متميزة في فضاء التعليم العالي في العالم.
وعلى الرغم من اعتبار الإدارات المعنية بالتعليم الجامعي وجود الملخصات التي تضرُّ بالعملية التدريسية دخيلة على عملية التحصيل العلمي واتخاذها اجراءات عديدة لمعالجة هذه الظاهرة، إلا أن ذلك لا يزال غير كافٍ ولم يؤتِ أُكله على الوجه الصحيح لعدم وجود استراتيجية واضحة للانتهاء من ظاهرة انتشار الملخصات الجامعية والعودة ما أمكن للكتاب الجامعي الذي بات الاعتماد عليه من قبل الطلاب في حدوده الدنيا.
ونتساءل لمصلحة من يبقى الكتاب الجامعي مخزناً في مستودعات الكليات الجامعية الرطبة؟ وهل هذه الاموال الكبيرة التي يجنيها المستفيدون من وراء انتشار تلك الملخصات سبباً في تحييد الكتاب الجامعي ؟
التعامل مع هذه القضية يتطلب الإسراع والجدية الفعلية لكي يتمكن الطالب من التوجه إلى الكتاب الجامعي كمصدر علمي وكمرجع أول له خلال دراسته الجامعيه .
ثورة زينية
التاريخ: الجمعة 3- 1 -2020
رقم العدد : 17161