أكبر الخاسرين

    فتح غزو الولايات المتحدة الأميركية للعراق عام ٢٠٠٣ الباب واسعاً لارتدادات واسعة شملت كل دول الإقليم وشعوب المنطقة كلها، ولم تسلم دولة من الأذى والخراب، فقد كان الهدف الأساس من ذلك الغزو تثبيت قوة الكيان الصهيوني في المنطقة وتمكينه من السيطرة على مقدرات منطقة واسعة تمتد من المحيط الأطلسي غرباً وتتجاوز المنطقة العربية وصولاً إلى حدود الصين.
ولم تتوقف السياسة الأميركية عند العمل العدواني العسكري المباشر، بل امتد وتشعب للاستثمار في الإرهاب التخريبي الكبير في الدول العربية إضافة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكان لها العديد من المخططات التي واجهت الفشل تلو الآخر لتواجه العقدة الأكبر بعد عدوانها على محور المقاومة في العملية الإجرامية التي استهدفت الجنرال قاسم سليماني والقائد أبو مهدي المهندس ورفاقهما لتجد الولايات المتحدة الأميركية نفسها أمام معضلات واستحقاقات لن تقوى على مواجهتها إلا بالانسحاب من العراق وسورية والمنطقة كلها، بما فيها البحار والمحيطات والمضائق البحرية وحتى القواعد وصولاً إلى السفارات الكبيرة في الدول التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع واشنطن .
وقد قدم الرد الإيراني بقصف قاعدة عين الأسد الدليل الأكبر على طبيعة هذا النمر الورقي الذي جاء رده طلباً للتهدئة على الرغم من كم العقوبات الاقتصادية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب بحق شخصيات ومؤسسات إيرانية، إذ إن الولايات المتحدة تسعى للدخول في مفاوضات جديدة مع إيران تحت وقع النار والضغط كجزء من طبيعة وآلية التعامل الأميركي في مفاوضاتها مع الدول المعادية لها.
وفي ظل هذه المعطيات المستجدة ترتفع نسبة المخاوف الصهيونية من النتائج النهائية لهذه المواجهة المفتوحة والتي ستضرب الوجود الأميركي في المنطقة كلها وما سينجم عنها من تقليص لدورها سواء في دعم المجموعات الإرهابية المسلحة أم تحريك أدواتها الرجعية في منطقة الخليج العربي وسواها، وفي ذلك بداية  أفول الدور الصهيوني في المنطقة.
  إن الكيان الصهيونى هو الخاسر الأكبر في المواجهة المفتوحة بين محور المقاومة والولايات المتحدة الأميركية، ولن يطول الزمن حتى تظهر هذه النتائج الحتمية، حيث سيكون النصر لمحور المقاومة وستكون الهزيمة من نصيب واشنطن، وسيكون الخاسر الأكبر الكيان الصهيوني الذي سيكون مرشحاً للزوال وما ذلك ببعيد.

مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 13-1-2020
الرقم: 17167

آخر الأخبار
واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال