مكافحة الفساد..

فيما تتصاعد عملية مكافحة الفساد من خلال تحويل ملفات عديدة للهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، والجهاز المركزي للرقابة المالية، بغية الحد من التجاوزات الحاصلة في العديد من المؤسسات، نعتقد أن على هذين الجهازين مهمة عصيبة جداً، خاصة إذا ما علمنا أن بعض المعنيين في تلك المؤسسات يتوهم أن لديه غطاء يحميه، لكن نقولها وبلا مواربة إن الحكومة جادة في مكافحة الفساد، خاصة بعد أن أقرت الرؤية الاستراتيجية الوطنية قبل فترة، هذه الرؤية التي تهدف فيما تهدف إلى إقامة مجتمع قائم على النزاهة والشفافية والعدالة، ورسالتها خلق وتأسيس بيئة وطنية مناهضة للفساد، مؤمنة بسيادة القانون، تعمل على تعزيز الثقة بمكافحة هذه الظاهرة، من خلال اتخاذ إجراءات وسياسات للقضاء عليها، بتفعيل وترسيخ الوعي المجتمعي بالتعاون مع المجتمع الأهلي-.
الوثيقة التي أقرت تظهر مستويات عملية في تشخيص الحالة الراهنة، ووضع التدخلات المناسبة للمكافحة ضمن برامج مادية وزمنية محددة تتضمن الاستفادة من البنيان القائم لمؤسسات الدولة المعنية بشكل مباشر بهذا الملف. وهنا لا بد من النظر إلى موضوع الفساد بمنظور شامل فهو لا يقتصر على استخدام السلطة من أجل تحقيق مصالح خاصة فقط، وإنما أي خلل في الدولة هو فساد، فهدر الأموال العامة وضرب المؤسسات، وتراجع نوعية الخدمات المقدمة هي أوجه للفساد تؤدي إلى تعميم ثقافة الإحباط والفوضى، وعدم الانضباط لدى المواطنين ما يعني عملياً تفتيت المجتمع ولذلك يعتبر الكثيرون أن الفساد والإرهاب هما وجهان لعملة واحدة.
أدوات كثيرة تحتاجها عملية مكافحة الفساد بدءاً من اتخاذ القرار، مروراً بالإجراءات التنفيذية، وهنا يبرز دور مجلس الشعب عبر سد الثغرات في القوانين والتي ينفذ من خلالها الفاسدون، إضافة لتشديد رقابته على الحكومة ومؤسساتها وهو ما لم يحصل حتى الآن، إضافة للدور الذي تقوم به المؤسسات الرقابية المشار إليها من خلال إعطائها كامل الصلاحية في محاسبة أي مسؤول مهما كانت صفته وموقعه، ناهيك عن دور الشركاء المعنيين من المجتمع الأهلي والقطاع الخاص لضمان مشاركة جميع أطياف المجتمع في محاصرة هذه الظاهرة وتعزيز سيادة دولة القانون والاستفادة من تجارب الدول في مكافحة الفساد باعتباره ظاهرة موجودة في كل دول العالم.
والضرورة الأكثر إلحاحاً باعتقادنا قد تكون في إشراك وسائل الإعلام، في عملية المكافحة تلك عبر السماح لها دون رقيب بتسليط الضوء على قضايا الفساد الكبيرة منها، قبل الصغيرة، وتعرية الفاسدين الذين أثروا على حساب أموال الناس، وحسب معلوماتنا أن لدى الجهازين التفتيشيين ملفات عديدة نريدها أن تجد طريقها إلى النور.
asmaeel001@yahoo.com

اسماعيل جرادات
التاريخ: الاثنين 13-1-2020
الرقم: 17167

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة