هل يمكن للأفكار أن تتحلل.. وصولاً الى الاختفاء الكلي.. ومن ثم يحل بديلا عنها حالات فكرية اخرى أكثر حداثة ومرونة وعصرية، يمكنها أن تسكن أذهاننا، وتتماشى مع التغييرات وربما الهيمنة التي نعيشها على كون لم يعد بالإمكان السيطرة على تسارعه الفكري مهما فعل..؟!
كيف نتفاعل مع ماحولنا من تسارع فكري.. وفي الوقت ذاته نحمي افكارنا الخاصة، وربما كينونتنا ووجودنا..؟
هل نتقوقع.. وهل بإمكاننا فعل ذلك..؟
ونحن نذهب في لحظة نحو عوالم لماعة ننساب معها بسلاسة ناسين ما وراءها، نحملها بين ايدينا نتفاعل، نتقاتل.. ونعتقد اننا نستثمر وقتنا بطريقة ماسية.!!
في لحظة تالية حتى لو فهمنا نوايا تلك العوالم وخبثها.. هل بإمكاننا ألا نتفاعل ونحن نتلقى صفعات حياتية، تمزق ماتبقى من نسيجنا الحياتي، وترابط مدننا، هذا على المستوى الجمعي..
اما على المستوى الفردي، فإنها تهشم أحلامنا وربما ترمي بنا في اضيق ركن, مهمشين، لم يعد بإمكاننا أن نلوذ بفكر له قيمة ولو للحظات..
تدفق المعلومات وتسارعها، وعدم امكانية كبح جماحها او مواجهتها بما يخدم تطلعات وهويات البلدان التي تنهال عليها، لتسمم سماء أمنها وتنشر الخراب و تبث الحيرة في نفوس ساكنيها..
على الضفة الأولى نقبع نحن الخارجين للتو من الخراب، بكل مآلاته، في زمن مضى كان معنا بعض من اعتقدنا انهم قد يباشرون بفتح ضفافهم ان أتى زمان الغرق.. فإذا بهم يوصدون في وجوهنا كل منافذ النجاة، بل ويسحبون سفنهم حتى لو اضطروا بركنها في ضفة ثانية يصر أصحابها على اشعال النار، وجعل الحريق يلتهم كل الضفاف.. باستثنائهم!
soadzz@yahoo.com
سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 13-1-2020
الرقم: 17167