الملحق الثقافي:نبوغ أسعد:
جلس الإخوة الخمسة في ساحة الدار يستعيدون ذكريات جميلة حفظتها مخيلاتهم البريئة في عطلة الصيف.
راح كل واحد منهم يقص ما جرى معه من أحداث جميلة مر بها مع الأصدقاء الذين حضروا القرية لزيارتهم، وكم كانت فرحتهم كبيرة بهم حيث كانوا يذهبون إلى الكروم لقطف العنب ومعهم بعض الطعام والماء، يقطفون الأزهار البرية متعددة الأشكال والألوان، ويجمعون حبات البلوط المر ليجوفوا داخله ويصنعوا منه صفارات صغيرة. قالت هيفاء: هل تذكرون كم قطفنا البطم الأخضر والفستق الحلبي. أنا أحب البطم كثيراً لأنه حامض جداً.
قالت ابتسام: يا الله ما أحلى الصيف وما أحلى أن نلعب «شرطة وحرامية» ونختفي بين الصخور، وعندما نتعب نرتاح قليلاً، ثم أقطف لأمي شقائق النعمان لتصنع منه شراباً للسعال.
قال خالد لها: وأنا أيضاً جمعت الشاي البري (الزوفة) لنشربه في الشتاء مع الزعتر البري والزيزفون. لقد جمعنا كميةً كافية من الزهورات.
أما إيثار فراحت تتذكر أيام العيد الجميلة لأنه يجمع كل الناس ويتصالح فيه المتخاصمون ويفرح كل الأطفال وهم يلبسون ثياباً جديدة. «ليته يأتي كل يوم لقد جمعت فيه نقوداً كثيرة».
قال لها خالد بلهفة ساخرة : افتحي عيناً وأغمضي الثانية فيأتي العيد.. عبارة كانت ترددهما أمه.. لكنه قصد بها إثارة غضبها. أخذت إيثار الأمر على محمل الجد وراحت تحاول فتح عين وإغماض الأخرى. فشلت محاولتها بعد تكرار العملية. انفجر إخوتها بضحكة عريضة مما أثار سخط خلود عليهم فقالت لهم: كفاكم سخرية منها.
ذهبت إيثار إلى أمها وهي تبكي وقصت عليها ما فعل بها إخوتها. قالت الأم وهي تحاول إخفاء ضحكة عن إيثار: «عندما يقترب موعد العيد يا صغيرتي تأتي فراشة جميلة وتقترب منك وتهمس في أذنك بأن العيد آت، وهذا عندما تكونين نائمة تحط الفراشة على جبينك فتفتحين عيناً وتغمضين الأخرى».
هدأت أسارير إيثار، وراحت تركض نحو إخوتها وتقول لهم بأن أمها أطلعتها على سر. وكلما كانت تشاهد الفراشات تحط على زهر الأقحوان تتذكر العيد وتحلم بقدومه لأنه فرحة الأطفال الذين يحملون في قلوبهم البراءة التي تزود الحياة بالوقود ليكون الاستمرار.
التاريخ: الثلاثاء14-1-2020
رقم العدد : 982