ساعات قادمة فاصلة تنتظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قضية عزله بتهم عدة، حيث مجلس النواب وراءه خطوة بخطوة، وتفصيل بآخر، مع الإعلان عن وجود أدلة كافية لعزله، على أمل أن يتحقق ما عملوا عليه منذ أشهر في فضيحة أوكرانيا وانتهاك الدستور وعرقلة القضاء وغيرها، لكن رغم آمالهم المعقودة هذه فإن الخيبة أيضاً تطاردهم.
وقد أعلن مجلس النواب الأمريكي عزمه التصويت اليوم على قرار إحالة اتهامات رسمية للرئيس دونالد ترامب في إطار مساءلته إلى مجلس الشيوخ ليقترب بذلك خطوة أخرى نحو محاكمة الأخير.
ونقلت وكالة رويترز عن عضو مجلس النواب الديمقراطي هنري كويلار قوله امس إن رئيسة المجلس نانسي بيلوسي ستعلن أيضاً خلال جلسة التصويت أسماء فريق المديرين الديمقراطيين الذين سيترأسون الادعاء في محاكمة ترامب.
ولفت كويلار إلى أن التصويت الذي يجري اليوم سيسمح لمجلس الشيوخ بدء المحاكمة في وقت قريب قد يكون خلال الأسبوع الجاري.
وكانت بيلوسي أكدت أمس أن جلسات الاستماع في التحقيق المتعلق بمساءلة ترامب توصلت إلى أدلة تكفي لعزله في المحاكمة التي سيجريها مجلس الشيوخ.
وسط هذا فإن ثمة اجتماعاً مغلقاً لتحديد إجراءات آلية العزل ومنها اجتماع رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي بالديمقراطيين أمس تمهيداً لإحالة مادتي عزل ترامب إلى مجلس الشيوخ، -ما يشير إلى محاكمة قريبة له بالتهم الموجهة له- إضافة لبحث تعيين النواب الذين سيكلفون الادعاء خلال المحاكمة بعدما صوت مجلس النواب في 18 كانون الأول الماضي على عزله، بتهمة استغلال النفوذ لممارسته ضغوطاً على أوكرانيا بهدف دفعها على التحقيق بشأن منافسه المحتمل في انتخابات 2020 جو بايدن، وعرقلة تحقيق لاحق في هذا الشأن في الكونغرس.
كما سيتم التصويت على القرارات التي ستصدر عن محادثات بيلوسي واجتماعها مع الديمقراطيين، خلال اجتماع موسع قد يعقده مجلس النواب في أعقاب لقاء الديمقراطيين، للبدء بعدها بمحاكمة ترامب.
ورغم حماس النواب واجتماعاتهم فإن زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أبدى استعداده للتحرك بسرعة وهو الذي لا يخفي نيته في تبرئة ترامب، حيث صرح أول أمس بالقول: إن مجلس النواب ألحق ما يكفي من الضرر.. مجلس الشيوخ جاهز لتحمل مسؤولياته.
بينما قال السيناتور الجمهوري جون كورنين لموقع (بوليتيكو): إنه يتوقع استدعاءه لإجراء المحاكمة.
والمحاكمة تبدأ مع دخول فريق المدعين العامين من مجلس النواب إلى أروقة الكونغرس للالتحاق بمجلس الشيوخ وتلاوة الاتهامين الموجهين إلى ترامب واللذين أديا إلى التصويت على عزله في مجلس النواب.
وبعد ذلك يقسم رئيس المحكمة العليا الأميركية جون روبرتس المكلف بموجب الدستور الإشراف على المداولات، على لزوم (عدم الانحياز)، ثم يؤدي أعضاء مجلس الشيوخ المئة اليمين أمامه ليكونوا قضاة ومحلفين في المحاكمة.
وكانت بيلوسي أجّلت إحالة التهمتين إلى (الشيوخ) سعياً لانتزاع ضمانات حول حصول محاكمة (منصفة)، وطلب الديمقراطيون خصوصاً من ماكونيل استدعاء عدد من مستشاري ترامب للاستماع إلى إفاداتهم بعدما منعهم البيت الأبيض من المثول أمام مجلس النواب.
لكن ماكونيل رد بالقول: هذا الرهان الغريب لم يفض إلى شيء، ووفقاً له فإن التحقيق في مجلس النواب أثبت أنه كان متسرعاً وضعيفاً وغير كامل، مرجئاً مسألة الشهود إلى تاريخ لاحق.
وسط هذا يبدو أنه من غير المتوقع التوصل إلى تسوية حول هذا الموضوع في ظل الأجواء المتوترة في الكونغرس.
وكالات-الثورة
التاريخ: الأربعاء 15- 1 -2020
رقم العدد : 17169