مع كل هدنة تقدمها الدولة السورية لتكون ورقة ضمان لخروج المدنيين من مناطق سيطرة العصابات المسلحة، تضيف عاملا آخر لحسن النية والعمل الجاد والحقيقي لتخليص محافظة إدلب من براثن الإرهاب الغادر، لكن على ما يبدو أن الطبيعة العدوانية التي تجذرت عند هذه العصابات، لايمكن أن تتغير لأكثر من سبب، لعل في مقدمتها أنهم أدوات صغيرة تحرك من قبل المشغلين، وما أكثر هؤلاء بدءا من الكيان الصهيوني، إلى النظام التركي، ومال الأعراب الذين لايجيدون إلا لغة التآمر، وهم أيضا في صف الأدوات، وإن كانوا يبدون كأنهم يشغلون الإرهاب لكنهم أدوات الدفع المالي والتحريض الإعلامي.
يدير هذه الجوقة العدوانية كلها المشغل الأميركي، ومعه الكيان الصهيوني، ومع كل فرصة تسنح للعصابات الإرهابية تشن عدوانا غادرا، لا يردعهم وجود مدنيين، ولا يلتزمون بكلمة أو موقف، وما جرى في إدلب تكرر أكثر من مرة، وظهرت الأدوات والمشغلين عراة، بضغطة زر يتحركون وهم يظنون وهما أنهم قادرون على تغيير الواقع الميداني الذي حسمه الجيش العربي السوري لصالحه.
يمضي الجيش العربي السوري في عملية التحرير إلى خطها النهائي، وما أنجزه يتراكم كل يوم وساعة، ومن يظن أن الإرهاب قادر على تغيير الواقع، لهو ألف واهم ويعيش خارج وقائع الحياة والمنطق، فما أنجزه الجيش خلال ساعات بعد صده العدوان الغادر، لهو دليل قاطع على أن الهدن التي يوافق عليها، إنما هي لصون سلامة المدنيين، ولكن الغدر والتآمر وعدم قدرة الأدوات على مخالفة أوامر مشغليها، تدفعهم للهاوية التي يرونها ويعرفونها، ولكنهم لايستطيعون الهروب منها، لأن المشغل متربص بهم.
ديب علي حسن
التاريخ: الأحد 26-1-2020
الرقم: 17177