التنفيذ القسري

 بعد قرابة الأسبوعين من استمرار الخروقات من جانب المجموعات الإرهابية يجد الجيش العربي السوري نفسه متابعاً لمهمته المقدسة في تطهير الأراضي السورية من رجس الإرهاب، فقد أعطى الفرصة تلو الأخرى للوساطات والطلبات الصديقة في مساعيها للبحث عن مخرج ينتفي معه أي احتمال لمواجهات مسلحة، وهنا كانت سورية تعطي النموذج الرؤيوي في التعاطي مع الهجمة الإرهابية المتنامية والفصل ما بين الإجراءات الداخلية في التسويات والمصالحات من جانب وبين المضي في محاربة الإرهاب والتصدي للتدخل الخارجي من جانب آخر.
لقد أعطت سورية المسار السياسي والتفاوضي أكثر من فرصة لكنها كانت تصطدم كلها بأكاذيب أردوغان وأجهزته الاستخباراتية فيتم تحريك المجموعات الإرهابية في مخططات جديدة تخالف مضمون ومحتوى كل الاتفاقيات التي كان أردوغان يتعهد فيها للقيادة الروسية تنفيذ اتفاقيات سوتشي وتفاهمات آستنة، وهو ما زال ماضياً في أسلوبه المرواغ والكاذب ظناً منه أنه يستطيع المضي في هذه السياسة إلى أمد طويل، فينفذ مخططاته بشكل متدرج مستفيداً من الظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية، وهنا ينسى أردوغان الماضي في غيه أن قرار الجيش العربي السوري متخذ أساساً في تنفيذ المهمة المقدسة الدائمة في حال تعثر الحلول السياسية والتسويات، وأمام الحالة المستجدة من منع المواطنين من الخروج من محافظة إدلب وإغلاق الطرقات أمامهم وتهديد حياتهم واستخدامهم دروعاً بشرية كانت العودة إلى جوهر القرار الأساس وهو استعادة الأراضي بالقوة نظراً لعدم التزام المجموعات الإرهابية ببنود اتفاق منطقة خفض التصعيد، وما العملية العسكرية الجارية حالياً وتطهير العديد من القرى والنقاط الحاكمة إلا استمرار للخطة الكبرى التي ستكون سورية كلها محررة بالكامل في نهاية المواجهة .
تحاول بعض المجموعات الإرهابية في إدلب وغربي حلب تجنيد عناصر جديدة بعدما أرسل أردوغان مجموعات منهم كمرتزقة إلى ليبيا لتبدأ مرحلة من المواجهة الداخلية في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون ما يعني الدخول في مواجهات واسعة تعكس الحالة الحقيقية للواقع الأهلي والأكاذيب التي يتحدث عنها الغرب والولايات المتحدة الاميركية ويتباكون على الواقع الإنساني كذريعة بضغوط يمارسونها على سورية، فتواجه الفشل، وهي اليوم تمثل عودة لهذه الأسطوانة الفاشلة.
الوقائع الميدانية كانت وما زالت المحدد الوحيد لنهايات المعركة ضد الإرهاب، وها هي اليوم تعود لتظهر قوة الحق السوري وصدق جوهره وقدرة الجيش العربي السوري الباسل على تنفيذ كل مهمة يكلف بها، وستظهر الأيام القليلة القادمة هذه الحقائق .

مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 27-1-2020
الرقم: 17178

آخر الأخبار
الشرع يلتقي السواحة وأبو نيان والجاسر في الرياض خبير نفطي يقترح خطوات إنقاذية لقطاع النفط المتهالك الوفد السوري يشارك في لقاء النخب الاقتصادية بالرياض عاصم أبو حجيلة: زيارة الشرع للرياض تعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة دمشق الذكية.. من ماروتا وباسيليا إلى مدينتين خضراوين "تقانة المعلومات": خطوات ثابتة نحو أمن رقمي متكامل مشاركة سوريا في "مبادرة الاستثمار" رسالة اطمئنان للمستثمرين إطلاق مشروع الإشارات المرورية الذكية ضمن حملة "لعيونك يا حلب" تنظيم الساحات في دمشق.. خطوة نحو استعادة رونق العاصمة افتتاح دائرة النقل في جامعة حلب بعد إعادة تأهيلها زراعة الفطر في جبلة فرصة بديلة عن المحاصيل التقليدية شراكة سعودية - سورية تقود التحول الرقمي التعليم في عندان .. الطلاب بالآلاف والكتب بالعشرات ومعلمون لا يكفون ! المليحة وشبعا بين الخصب ومكبات القمامة.. ومدير نظافة دمشق لا يجيب! "العربية أبوظبي" تبدأ رحلاتها المباشرة إلى دمشق سوريا في "FII9 ".. مشاركة في صياغة المستقبل لا الاكتفاء بمتابعته من بعيد منظومة طاقة شمسية لمشروع المجمع الحكومي الجديد بدرعا الشرع يبحث مع عدد من رؤساء البنوك والشركات السعودية التعاون المشترك جنرال أميركي: الرئيس الشرع رجل دولة وسوريا تستحق أن تمنح فرصة مشاركة الشرع في "مستقبل الاستثمار" نافذة استراتيجية نحو إعادة بناء سوريا