صفوان حنوف..أحــــد أعــــلام القصـــة القصيــرة يترجـــــل

«برحيل الأديب صفوان حنوف تخسر القصة القصيرة أحد أعلامها، يحمل حنوف بكالوريوس في العلوم الاقتصادية، مما يعني أنه درس الأرقام والحسابات والأرباح والخسائر المادية، ولم يدرس علوم اللغة العربية، غير أنه وبجهود ذاتية وعشق لا حدود له لهذه اللغة المقدسة، كما أعتاد أن يسميها، استطاع أن يتمكن من اللغة كتابة وحديثاً…» كان هذا محور حديث الأديب عيسى إسماعيل في حفل تأبين الأديب الراحل صفوان حنوف الذي أقامه فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيله.
الذي شارك فيه رئيس فرع حمص لاتحاد الكتاب الدكتور عبد الرحمن بيطار والإعلامي القاص عبد الحكيم مزوق والأديب عيسى إسماعيل حيث تحدث الجميع عن مناقب الفقيد والفترة الذي واكبوه بها، وقدموا شهادات شخصية, والقى كلمة ذوي الفقيد ابنه صفوة حنوف, وقد تفرد إسماعيل بتقديم دراسة نقدية لأعمال حنوف القصصية بشكل عام، سنورد بعض ما ورد فيها: يلتزم حنوف فكرة الهدف الأخلاقي والإنساني للأدب في المجموعتين القصصيتين «زمن الحرائق، و«البيدق», حيث يرى أنّ الأب مسؤول عن إصلاح النفس والسلوك الإنساني، وقد قال عنه الناقد الراحل علي الصيرفي: «يزيح الكثير من العتمة ويطلق بعض الإشعاعات النورانية كي يقدم قصصاً تشمل الفائدة والمعرفة»
ويركز حنوف على الهموم الذاتية للإنسان، دون أن ينسى ارتباط هذا الإنسان بالمجتمع الذي يعيش فيه، فيتماهى الهمّ الذاتي بالهمّ الوطني، فما يصيب الفرد يصيب المجتمع, وما يرتقي بالفرد يرتقي بالمجتمع.
تميزت قصص حنوف بالسرد الجميل, وتكمن جماليتها بالكلمات الواضحة، العادية, المعبرة عن الحال، والعبارات القصيرة القادرة على جذب القارئ والمستمع, ونجده يقتصد بكلماته فلا نرى بقصصه ذلك السرد الممل المسهب، ولا العبارة الطويلة التي تفسد حلاوة المتعة بالقراءة.
وأضاف: وما يثير الدهشة الحبكة القصصية عند الراحل حنوف، لأن الحدث غالباً غير متوقع أو قلّما يحدث، فيشوق القارئ لمزيد من التفاصيل, ففي قصته «خيط الدم» مثلاً يختفي بطل القصة فجأة، ولزمن طويل، وعندما يعود من اختفائه القسري, ويطرق باب منزله يتوقع أن تفتح زوجته الباب، لكنّ من يفتح الباب هو شقيقه, يقف الاثنان صامتين بسبب الدهشة، فيقول الشقيق للزائر (لو أنني عرفت..).
تركز قصص حنوف على المشاعر الإنسانية والجانب النفسي للإنسان، وتعمل على تعزيز مفهوم الأخوة والخير والحق والصداقة بين الناس، دون النظر إلى معتقداتهم أو أو أطيافهم، وهذه القصص تنادي بالوطنية التي معناها عشق الوطن والعمل لرفعته وسموه، وهذه القصص تهدف إلى إيقاظ الضمير وتقويض السلوك..
ويختتم: من يقرأ قصص حنوف يشعر بالمتعة والفائدة لكن من يستمع إليه وهو يلقي قصصه يستمتع أكثر، بسبب إلقائه الجميل والصوت الدافئ الذي تتكيف نبراته مع الحدث والموقف.
وأخيراً: حضر حفل التأبين مجموعة من أصدقاء الفقيد من أعضاء الاتحاد وبعض المهتمين.

سلوى الديب
التاريخ: الجمعة 7-2-2020
الرقم: 17187

 

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي