قام مجموعة من أصدقاء أحد الكتاب بجمع كتاباته وأبحاثه ووضعوها ضمن كتاب ووضعوا له رابطا على الإنترنت للوصول إليه وليكون باكورة أعمال هذا المؤلف منوهين إلى الموضوعات التي يتضمنها ووضعوا له عنوان واسم الكاتب.
تفاجأت أن الكتاب بعنوانه واسم كاتبه وصورة الغلاف الأنيقة لا يحمل اسم أي دار نشر وطباعة تضمن حقوق المؤلف والإجراءات التي تسبق نشر أي كتاب من حقوق ملكية وفكرية، ومع ذلك تجد هذا الكتاب كتاباً إلكترونياً بثلاثمئة صفحة تقريباً يشكل كتاباً ذا مضمون جيد يبحث في أمور ثقافية وفلسفية ودينية ولغوية حمايته الفكرية هي صفحة الكاتب الرسمية على فيس بوك.
هذه المبادرة الجميلة تدعونا للتفكير والتساؤل متى سيأخذ الكتاب الإلكتروني ذو المضمون الجيد حقه كما يحصل مع باقي منشورات الفضاء الإلكتروني، كتغريدة هنا تصبح تصريحاً رسمياً وفيديو هناك يقيم الدنيا ولا يقعدها، ووثائقي مصداقيته لاتعني متداوليه شيئاً.. وكلها بجهود فردية أو جهود مؤسساتية لسنا في صدد خوض سياساتها أو غاياتها الآن.
الكتاب الإلكتروني لم يأخذ حقه بعد في النشر والمتابعة واقتصر على تحويل الكتاب الورقي لإلكتروني، والجهود المبذولة في هذا الإطار لا ترضي رواد الفضاءات الإلكترونية الجادة في البحث عن مضمون ومحتوى بالمستوى اللائق للمتابعة والمطالعة والاستفادة وتكبد عناء الحصول على منشور ذي قيمة فنية وفكرية وأدبية، والتعثر دائما بالمحتويات الرديئة.
الذائقة الأدبية والفكرية تستحق العناء لإرضائها وتقديم كل ماهو غني وثر للجمهور ولن نستطيع درء مخاطر الفضاء الإلكتروني إلا إذا زدنا عمليات النشر وأثرينا المحتوى الرقمي بمضامين جيدة لدحض كل ماهو سيىء ومزيف ودخيل على آدابنا وفكرنا ولغتنا وموروثنا الحضاري.
هناء دويري
التاريخ: الجمعة 7-2-2020
الرقم: 17187