يبدو أن ما يحمله المشهد القادم من الشمال السوري عن تقدم سريع وقوي للجيش العربي السوري في الميدان ضد التنظيمات الإرهابية وفق خطط مدروسة وتكتيك سريع ومتنوع، رفع منسوب الإرباك لدى أردوغان، عراب الإرهاب الأول في إدلب وحلب، ولا سيما أن رايات النصر باتت ترتفع فوق المناطق المحررة من رجس الإرهاب الواحدة تلو الأخرى. وباستعراضات متغطرسة متخمة بالعدوان يسعى أردوغان لإخفاء خيباته من فشل إرهابييه على الأرض، وتولي القيادة المباشرة لإدارة دفة الإرهاب والعدوان المستمر على سورية وهذا ما تجلى من خلال إرساله المزيد من قواته المحتلة إلى منطقة إدلب لمؤازرة إرهابيي النصرة. الأراضي التي احتلها النظام التركي هي أراضٍ سورية عبث فيها بواسطة مجرميه الإرهابيين، أما ما يتذرع به من تطبيقه لاتفاق أضنة فهو بعيد كل البعد عن أي مصداقية.. فمن يدعم الإرهاب بمختلف مسمياته لا يمكن له أن يقف على أي اتفاق يقول عكس ذلك. أما نقض الاتفاقيات والخروج عنها واللعب على مصطلحاتها فهي من اختصاصه الذي تميز به طوال سنوات الأزمة المفتعلة في سورية سواء في سوتشي أو في غيرها، حتى إن روسيا ضاقت ذرعاً من تصرفاته غير المسؤولة والتي يحاول من خلالها اللعب على الاتفاقات المنعقدة بينه وبين الجانب الروسي، والأمثلة على ذلك كثيرة، ومشاهد دعم الإرهاب الموثقة تثبت ذلك. على كل الأحوال طالما كان الميدان هو الحكم والفيصل، حيث إن الجيش العربي السوري يتابع مسيرة انتصاراته رغم حجم العدوان الذي يحاول أن يعوق تقدمه، فإن تصريحات العثماني الجديد لن تخرج من بوتقة الجعجعة التي لا تنتج طحيناً.
ادمون الشدايدة
التاريخ: الجمعة 7-2-2020
الرقم: 17187