فن الكاريكاتير المضحك المبكي..محمد العلي: الرســام جنـديّ يدافـع عـن قضيـة

 

رسم يختزل موقفاً، ويصور مبدأ، يثير التساؤل وربما التحفظ، نبحث بين ثرثرات الصحف عن وقفة فنية تختصر حدثاً وتؤكد رأياً وقد تنفي إشاعة، «الكاريكاتير» فن يفوق الصحف في النقد والسخرية، فهل أوصل فنانو الكاريكاتير رسالتهم، رغم ضيق المساحة؟ أسئلة عدة تناولناها في حوار مع الرسام الكاريكاتيري محمد العلي الممتن للصحيفة التي رسم فيها يوماً فأضافت له الكثير وأضاف لها.
-فن الكاريكاتير له قدرة على التأثير يفوق ما تقوله الكلمة، هل أخذ هذا الفن حقه في صحفنا من خلال تجربتك؟!
—لم يأخذ الفن الساخر حقه الكافي والحر في صحفنا مقارنة بالصحف العالمية، فهذا الفن لابد أن يرفع له السقف، فيكون حراً، وموضوعياً إلى حد ما، ويتمتع بجرأة يجتث الرسام فكرته المطروحة من نبض الشارع والواقع المعاش ومن ثم يعالجها، ويجسدها، بأدوات وعناصر الكاريكاتير بعيداً عن التقليد الذي لاجديد فيه، وفي النهاية كل رسم كاريكاتير يتبع لسياسة الصحيفة.
-الكاريكاتير فن ساخر, هل يستطيع (أي كاريكاتير) أن يثير سخريتنا برأيك كمتابع وكرسام؟

 

 

—ليس بالضرورة من رسم الكاريكاتير يقنعنا أو يثير سخريتنا العميقة في النفس البشرية وهذا نتيجة سببين: إما ممارسة ضغوط خفية من البعض على الرسام نفسه كي لا يفضح ما في داخله فيثير غضب البعض، أو ضعف من الرسام نفسه أو قلة احتكاكه مع الواقع وضآلة ثقافته وقلة أساليب نقده, فرسام الكاريكاتير بالإضافة إلى أنه رسام ساخر يجب عليه مواكبة الأحداث والأخبار والاطلاع على مجريات الأمور وقراءة ما بين السطور، وتطبيق وجهة نظره بجرأة وثقة وصقلها بعناصر فن الكاريكاتير من مبالغة ونقد وسخرية وروح الفكاهة.
– هناك مبالغة لا تروق للقارئ في تحريف الملامح ولا يكتمل المشهد فيبقى ضبابياً فما الذي يثير حفيظة الرسام برأيك؟
—في هذه الحالة تكون فكرة الرسام بعيدة عن الحقيقة وليس لها أي أساس من الصحة كالإشاعة مثلاً بغية زرع فتنة أو تفرقة وهذا شيء نادر الحدوث لأنه نادر جداً ما يتعمّد رسام الكاريكاتير الإساءة إلا لمن كان يستحقها أو تداول اشاعة أو حدثاً غير صحيح ويقوم بتضخيمه فهي بعيدة عن أخلاقيات وثقافة فن الكاريكاتير ورساميه.
-هل استطعت من خلال الرسم أن تقوم بالنقد الاجتماعي أو السياسي أو الفني على أكمل وجه أم أن هناك قيوداً تأخذها بعين الاعتبار؟
–نعم استطعت أن أنقل وجع الناس وهمومهم من خلال رسوماتي التي كانت المضحك المبكي بالنسبة لهم وهو ما يلاحظونه من خلال متابعتهم لي، وأحياناً تحذف بعض رسوماتي بسبب جرأتها، واعتذرت عن متابعة العمل لتلك الجهة أو غيرها، فبرأيي الرسم يحتاج الى مساحة حرة ومصداقية فلا يستطيع الرسام أن يتملق وإلا فهو ليس رساماً.!
-كيف تخطر على بالك فكرة الرسم الساخر؟ هل بالقراءة بالمشاهدة بالتفكير؟

 

 

— الفكرة الساخرة تولد نتيجة حس الفكاهة وروح النكتة وسرعة البديهة، غالباً ما تكون سريعة الظهور بالمخيلة، فأحتفظ بها في مذكراتي وأعود إلى مكتبي استرجع هذه الفكرة وأسبابها ومسببها، وأتأملها لفترة قصيرة, ثم أصقلها في ثقافتي الخاصة إلى أن أخط الفكرة لتصبح حقيقة ظاهرة على الورق الأبيض، تكوينات وعناصر كاريكاتيرية إلى أن يراها غالبية القراء.
– ما هي أدوات رسام الكاريكاتير؟
— المخيلة الخصبة الواسعة وقوة الملاحظة، فعين رسام الكاريكاتير تختلف عن البقية، مثلاً قد يكون مشهد عابر في أي مكان وزمان لا يتجاوز خمس ثوان من الوقت، يستطيع رسام الكاريكاتير على التأمل الواسع والتقاط المشهد بسرعة فائقة وتسجيله في عقله إلى أن يخرج بفكرة تخوله لرسمها وتجسيدها ونشرها.
– فن البورتريكاتير محبب لك أكثر من الكاريكاتير؟ هل هو أكثر تواصلاً مع الأشخاص من خلال رسمك لهم؟
— هو مادة حديثة الولادة في رسومي وهي اجتهاد شخصي ناتج عن رسم الكاريكاتير الذي يزيد من خبرة الرسام ويتجه إلى المشهد بشكل مباشر، وغاية فن البورتريكاتير هو التكريم لشخصية تستحق التكريم إن كانت فنية أو اعلامية أو ثقافية أو سياسية بطريقة لا تخلو من اللطافة والرقي، ومن ناحية أخرى التشهير لشخصية معادية للإنسانية تستحق التشهير بطريقة إظهار التفاصيل وتضخيمها بدرجة عالية وزيادة في السخرية وإبراز الشر والعداء من خلال قوة الخط نفسه، في النهاية فن البورتريكاتير فن جميل وأصيل أحبه ويحبني وجزء لا يتجزأ من هويتي الفنية كنت أولاً رسام كاريكاتير ناقداً منه بدأت وإليه أعود وانتمي.
– ما الذي يثير حفيظة الرسام؟
–إن ما يثير حفيظة الرسام هو قلة التجاوب الإيجابي بما يرضي حقوق الناس، فالكاريكاتيري الناقد يعبر بصدق عن تلك الحقوق إن كانت لشعبه أو بلده كالتعبير عن الحرب ضد الارهاب والفساد, فالرسام كالجندي الذي يحارب في الجبهات لكن لكل منهما طريقته في القتال والدفاع.

رنا بدري سلوم
التاريخ: الجمعة 14-2-2020
الرقم: 17193

 

آخر الأخبار
"خزان المصطبة".. عشر سنوات من الانتظار ومع التجريب بدأ التسريب! 10 نقاط تضع منتخب لبنان في موقع مريح آسيوياً معجزة جزر فارو.. كيف تحوّل الصغار إلى كابوس للكبار؟ اليوم في الرياض .. انطلاق بطولة (Six Kings Slam) بمشاركة عمالقة التنس العالميين المجر تؤجل فرحة البرتغال ورونالدو يكسر الأرقام نعيد تأهيل المركز الطبي والكوادر الطبية لا تأخذ حقها تأهل مستحق بأداء باهت.. منتخبنا يحتاج إلى المراجعة قبل السعودي2027 الإنكليز أول المتأهلين أوروبياً للمونديال إنجاز للرياضة السورية عالمياً بـ 12 ميدالية لأجسامنا ببطولة "سانتوخا" الرياضة في ظل الدعم القطري.. التأهل لنهائيات السلة ومعسكرات لمنتخباتنا العلاقات السورية الروسية .. من الهيمنةإلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة