تكمن أهمية حملات اللقاح في تحصين الأطفال وتوفير وسيلة وقاية آمنة وسهلة ضد العديد من الأمراض، ولا سيما أن سورية حققت على سبيل المثال إنجازاً مهماً في السيطرة على شلل الأطفال عامي 2013 و2018، والإعلان أن البلد خالية من المرض بفضل جهود وزارة الصحة ودور الإعلام في تعريف المجتمع وتوعيته بأهمية اللقاح للمحافظة على الصحة العامة.
حملات اللقاح والتحصين التكميلية ضد العديد من الأمراض وبخاصة الحصبة وشلل الأطفال أسهمت إلى حدّ كبير في حماية وتعزيز الصحة والتقليل من الأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى الإعاقة الدائمة أو الوفاة، أو الأمراض سريعة الانتشار والمهددة للحياة.
من هنا فإن استمرار العمل في تطبيق الاستراتيجية المعتمدة لتحصين الأطفال ضد الأمراض من خلال مواصلة تنفيذ حملات تلقيح وطنية وخاصة ضد شلل الأطفال بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف، يثبت نجاعة الاستراتيجية التي انتهجتها وزارة الصحة ومديرياتها في المحافظات لوضع حد لانتشار المرض وضمان عدم تسجيل أي حالة جديدة به.
ولعل جهوزية التحضيرات لحملات التلقيح المقررة والإقبال الشديد من المواطنين على المراكز الصحية والفرق الجوالة يحمل انطباعاً بالاتجاه الصحيح من ناحية التحضير والتنفيذ والاهتمام ويؤكد أن اللقاح المستخدم فعال وآمن وموصى به من منظمة الصحة العالمية ويخضع لشروط مراقبة جودة صارمة ويقدم مجاناً وليست له تأثيرات جانبية.
وبالرغم من ذلك فلا يزال هناك بعض الأطفال الذين يتعذر الوصول إليهم، ومنهم من يعيش بالأماكن المحاصرة من قبل المجموعات الإرهابية، وهو الأمر الذي يتطلب مزيداً من الجهد خاصة من قبل المنظمات الدولية لضمان إتاحة اللقاحات في شتى أنحاء البلاد، حتى يتسنى حصول جميع الأطفال على اللقاح، وبالتالي المساعدة في تطوير تدخّلات جديدة لتعزيز مشاركة الأطفال الذين لا تصل إليهم خدمات التحصين الروتيني ولا فعاليات التحصين التكميلية في حملات التحصين.
عادل عبد الله
التاريخ: الثلاثاء 18-2-2020
الرقم: 17195