أنــــا وحلــــب تعافينــــا معـــــاً

في غرفة النقاهة كانت صبية الثلاثة عشر ربيعا تتجهز للخروج من المشفى بعد إجراء عملية قلب مفتوح وكانت والدتها ترتب لباسها وتقول لها: أجريت عمليتك بنجاح مع تحرير حلب وعدت للحياة بروح شابة كما عادت حلب إلينا.
تتابع بلهجتها الحلبية وهي تنظر إلى طفلتها بسعادة وتكاد تضمها لكنها تبعد يديها عن صدرها الملفوف بالشاش: سوف نعيش بسلام ولن نختبأ من أصوات القذائف والصواريخ ..تتجه صوبي وتقول بسعادة غامرة: ابنتي وحلب شفيتا في الموعد نفسه، سنعود إلى «الجميلية» دون خوف.
سوف نعود بعد أن نقضي في دمشق أسبوعا حتى نتنفس دمشق قبلا ثم نعود وابنتي إلى أمنا حلب، وتتمتم بينها وبين نفسها وتكاد الدموع تطفر من عينيها «قديشك حلوة ياحلب».
حلب أمتعت جيرانها
يقال إن حلب هي أقدم حاضرة مسكونة في التاريخ القديم، فقد نقل عن اليونسكو أن عمر المدينة يرجع إلى 12200 سنة، وهي كدمشق وأنطاكيا. وعاشت المدينة عصرها الذهبي أيام المملكة الحمدانية، التي كانت عاصمة المملكة، في عام 944 م، وخصوصا أيام الأمير سيف الدولة، والتي كانت ثغرا مهما للدفاع عن العالم الإسلامي في وجه المد البيزنطي، وقد كانت حاضرة في شعر أكبر شعراء الحمدانيين وحلب والأدب العربي والإسلامي، وكان المتنبي من شعرائها المعروفين والذي اشتهر في بيته الشهير: كلما رحبت بنا الروض قلنا، حلب قصدنا وأنت السبيل. وفي وصف كما أنشد في قصيدة أخرى يقول:
حببتك يا شهباء فانفرط الهوى … كما انفرط القلب الذي كان حانيا
فمزقتُ أسمائي كمن ضاع سره … وواجه عُري الريح في البرد عاريا
أمرُّ كأنِّي في الدروب مشردٌ … أودعُ في الحارات مَنْ كان وافيا
أودع أحلامي ومِنْ غير رجعةٍ … وأترك دمعي يستحلُّ المآقيا
فكل الذي حولي بقايا أحبةٍ … فلا كنتُ – إن ضاع الأحبة – باقيا
حببتك يا شهباءُ والحبُ سنتي … وما كنت أدري قد سننتُ فنائيا
ووصف الشاعر العربي «كشاجم» حلب، في «معجم بلدان» ياقوت الحموي، الذي اعتبر أن «الله خصها بالبركة، وفضلها على جميع البلاد»، لـ»المدينة العظيمة الواسعة كثيرة الخيرات طيبة الهواء وصحيحة الأديم والماء». وقال في ذلك:
أرتك ندى الغيث آثارها.. وأخرجت الأرض أزهارها
وما أمتعت جارها بلدة.. كما أمتعت حلب جارها
هي الخلد يجمع ما تشتهي.. فزرها، فطوبى لمن زارها

أيدا المولي

 

التاريخ: السبت 22 – 2 – 2020
رقم العدد : 17199

 

آخر الأخبار
جميع الشركات أكملت تجهيز مواقعها.. معرض دمشق سيكون نموذجاً وطنياً مميزاً.. وترتيبات مبهرة بحفل الافت... الرئيس الشرع يستقبل وفداً من الكونغرس الأميركي لبحث ملفات الأمن ورفع العقوبات رسالة معرض دمشق الدولي بدورته الجديدة.. الانفتاح والشراكة مع العالم دمشق ترحب وتعتبر رفع العقوبات الأميركية تحولاً نوعياً يمهّد لمسار تعاون جديد تعزيز التعاون في مجال الطوارئ والكوارث بين سوريا والعراق معرض دمشق الدولي.. بوابات اقتصادية وآمال مشروعة لانفتاح أكبر "الرقابة المالية":  فساد "ممنهج" بتريليونات الليرات استهدف معيشة السوريين مباشرة جمعية "موصياد" التركية: فتح آفاق للتعاون مع سوريا وإطلاق منتدى اقتصادي دولي معرض دمشق الدولي.. منصة متكاملة لتبادل الخبرات والمعارف وعقد الاتفاقات تطوير العلاقات الاقتصادية بين "غرف التجارة السورية" و"التجارة والصناعة العربية الألمانية" محطة وطنية بامتياز.. في مرحلة استثنائية رسمياً ... الخزانة الأميركية تُعلن رفع العقوبات المفروضة على سوريا اجتماع جدة: إسرائيل تتحمل مسؤولية جرائم الإبادة في غزة معاون وزير الصحة يتفقد أقسام مستشفى درعا الوطني سعر الصرف يتراجع والذهب يحلق الحملات الشعبية في سوريا.. مبادرات محلية تنهض بالبنى التحتية وتؤسس لثقافة التكافل عودة نظام سويفت تدريجياً.. خبير اقتصادي  لـ"الثورة": استعادة الروابط المالية وتشجيع الاستثمار نقطة تحول كبرى.. سوريا خارج قوائم العقوبات المالية والتجارية لمكتب "OFAC" الأميركي المبادرات الشعبية بريف إدلب... تركيب أغطية الصرف الصحي في معصران نموذجاً العمارة المستدامة في قلب مشاريع الإعمار.. الهندسة السورية تتجه نحو الأخضر