علـى طريـق النصــر..تغـزل حلــب حريرهــا الأحمــر

 

من عيون الأرض تفجر الفرح وطوت مسافات الوجع أطنان الحقد ، عباءة سوداء وراية قاتمة خيمت لبعض الوقت ، خطفت عقول الغافلين اللاهثين وراء المال والخراب .. كانوا حقا أغبياء وفي عيونهم قذى، وأورام قلوبهم لا براء منها.
تسع سنوات وضباب الموت يهيم على وجوههم، يجددون بضاعتهم بفنون الخراب والدمار، يحجون في غير اتجاه ..فالوطن لايعنيهم بشيء ، وما يهمهم سيد رأس المال، إنهم مذمومون في كل زواريب الوطن، ومهزومون في كل طرقاته.
هو حال الخاسرين اليوم لمشاريعهم وأحلامهم ، الواهمين المعاقين في انتمائهم وتفكيرهم ، حسبوا أن الودائع لن تنقص يوما ولن يمر عليها صدأ الأيام ولو
بعد حين.
هي سورية التي شغلت العالم بأسره ، وفرزت معسكرات الحق والباطل، نراها وهي تنفض عن جبين الانسانية كل يوم ما تشوه في مرآتها، فمن عيون حلب تطل الرؤى ، وتحدث الأخبار بكل اللغات، رسائل سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وعسكرية، عمّدها الدم الطهور على كامل التراب المقدس، هي حلب ذاك الشريان الذي غذى ويغذي كل أوردة الوطن في جميع محطاتها التاريخية بالسلم والحرب.
حلب التي شهدت صك أول معاهدة تجارية على طريق الحرير ، وأول مدينة في العالم صدرت صناعة القطن، حلب الفن والأصالة والتراث التي تحتفل بنصرها وصبرها والتي لم تحن رأسها كما الأم «سورية «، بقيت شامخة كقلعتها التي تصدت لكل ألوان الإرهاب والإجرام ، كانت كنفس الجندي العربي السوري الأمين على الأرض والعرض .
تسع سنوات وراية الحق السورية تلاحق أدوات البغي ، وتهزم أقمشتهم السوداء في كل مكان من جغرافيا الوطن، حيث لم تثن عزيمة الأبطال من قيادة وجيش وشعب أعدادهم المؤلفة وكل من وقف ودعم بالمال والسلاح من دول وحكومات ومراكز تجسس وأبحاث .
إنه حصاد الجيش العربي السوري الوفير الذي زرع مواسم النصر في جهات سورية الأربعة ، وفي كل شبر من جوف الثرى، وعلى أديمه كتبت وصية شهيد.. «تذكرونا عندما تحتفلون بالنصر», نعم أيها الشهيد أنتم من جعلتم للنصر طعما بلون الحياة الكريمة وقيمة بعزة النفس وإبائها ، وصورة نقية لغد مشرق تحفظ للأجيال أمان مستقبلها .
سوريون من سلالة المجد لن ينسوا خطوات أقدامكم التي باركت كل زوايا الوطن ، فجعلت الجراح تبرأ ببلسم تضحياتكم.وتعزف على الروابي حكاية سورية يا حبيبتي .. إنها قدود حلب تعيد للقوافي أنسها ودفئها ، وللشواهد حضارتها وتاريخها ، فيما أطباق الحلوى التي زار بها أصحابها من صغار وكبار ساحات الاحتفال كانت عنوانا آخر لتذوق طعم الفرج والصبر بعد غصة الروح ومرارة العيش يوم هتك الأعداء حرمة المدينة الآمنة بأهلها وناسها.
هنيئا لسورية التي تنتصر في زحفها المقدس على كل الطغاة يوم توهموا أن جنون العظمة قد يمر من خرم إبرة كما كانوا يصفون.
غصون سليمان

التاريخ: السبت 22 – 2 – 2020
رقم العدد : 17199

 

آخر الأخبار
أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات أول عملية وشم واسعة النطاق للخيول الأصيلة في دير الزور إدلب: في أول جولة له بالمحافظة.. وزير الاقتصاد يطَّلع على الواقع الصناعي والتجاري مرتبطة بسمعة الطبيب السوري.. كيف يمكننا الاستثمار في السياحة العلاجية