قاطرة النمو حلب

 

تُهوّل علينا مصادر قوى العدوان ومنظومته بالأرقام، تَلتحق بها منظمات دولية رسمية، وتُجنّد ذاتها عشرات الآلاف – بل مئات الآلاف – من منابر الإعلام المُضلل والمُعادي في ضخ معلومات وأرقام فلكية تَحتاج إليها سورية للنهوض مُجدداً، إعادة الإعمار والإنتاج، في إشارة لتقديرات حجم الدمار الذي لحقَ بالبنى التحتية، الصناعية والخدمية، الإنتاجية والتعليمية، الزراعية والصحية، النقل والطاقة والمياه .. إلى آخره.
نعم، إنّ حجم الدمار الذي خلّفته الحرب العدوانية كبير جداً، وإنّ ما قامت به التنظيمات الإرهابية من تدمير مُمنهج لكل المُقومات التي تمتلكها سورية ولكل عناصر القوّة فيها، هو كبير، خططت له قوى العدوان وأشرفت – بقيادة أميركية مباشرة – على تنفيذه، ذلك بتوجيه أذرعها الإرهابية التي مارست النهب المبرمج، الجريمة المنظمة، التي ارتكبت المجازر الرهيبة بحق البشر والشجر والحجر.
حلب تَعرضت لمُحاولة إحراق وإعدام، لم تتعرض فقط للسرقة والحصار ومُحاولات التجويع، غير أنها عادت شهباء نقيّة قوية، قهرت العثماني الواهم في 2016، وتَفتتح 2020 بقصة نهوض إعجازية كتبها جيشنا الباسل ببطولاته وتضحياته وأهل حلب بصمودهم وثباتهم، لتقول للعالم: إنها إذا كانت رافعة الاقتصاد السوري قبل الحرب والعدوان، فإنها اليوم قاطرة نموّه، وعنوانه الأكبر.
تستقبل حلب اللجان الوزارية، وتحتضن اجتماعاً استثنائياً للحكومة ترجمةً لتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد، وهي تقف على عتبة النهوض المُتجدد، فخورة بإنجازات الجيش الكُبرى، تُبادل القائد الأسد الوفاء، مُتحفزة لالتقاط الفرصة المُتوافرة، لا لترميم ما خربته يد الإرهاب الآثمة فقط، وإنما لإحياء تاريخها الحضاري والصناعي العريق، ولتعزيز دورها التجاري الكبير، ولمُضاعفة قُدراتها التنافسية في كل المجالات التنموية، ولاسيما في صناعة الألبسة، الخيط والنسيج.
روائحُ الزعتر عابقة في حلب العتيقة، الحريرُ يلف قلعتها الصامدة، وأكاليل الغار ترتفع على أبوابها، لا شيء ينقص الشهباء لتعود، إرادة أبنائها قوية كإرادة القيادة رئيساً، جيشاً، ومؤسسات صلبة مُتماسكة، بنية واحدة مُوحدة، العزيمة وافرة، الخطة جاهزة، البرامج جرى إعدادها، الطريق سالكة، وللعالم الفاجر المُهوّل علينا بأرقامه الخيالية أن يُتابعنا ليَرى كيف نَكسرها، وكيف نُعيد رسم الخطوط البيانية الصاعدة، التي تُؤشر للحياة، للنمو، ولتتغير معها كلياً مُفردات المَشهد.
جُعبة الحكومة مَملوءة، برامج طموحة ومُخططات واعدة، قرارات داعمة وإجراءات فورية ومباشرة، فالأولويات تمّ تَحديدها، ومنصات البدء والإقلاع جاهزة، الهدفُ الحكومي المُشترك مع قطاع الأعمال في حلب استثمار كل الطاقات، الاستفادة من كل الخبرات، وزراعة كل شبر، الغايةُ وطنية نبيلة، وإنّ من اشتغل في أقسى الظروف، لم يَستسلم ولم يُغادر، لَقَادر على صُنع المُعجزات، بالإرادة والتصميم، باليد المُحترفة والدافعية الوطنية، بالوُرش والمصانع، بالمَشاريع الصغيرة والمُتوسطة، وبافتتاح مَنافذ جديدة للتسويق، ستُؤكد حلب مَقولة القائد الأسد: حلب انتصرت.. سورية انتصرت.

الافتتاحية بقلم رئيس التحرير عـلي نصر الله

التاريخ: السبت 22 – 2 – 2020
رقم العدد : 17199

 

آخر الأخبار
قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي "تربية حلب" تواصل إجراءاتها الإدارية لاستكمال دمج معلمي الشمال محافظ إدلب يلتقي "قطر الخيرية" و"صندوق قطر للتنمية" في الدوحة "تجارة دمشق": قرار الاقتصاد لا يفرض التسعير على المنتجين