ثورة أون لاين – خالد الأشهب:
السقوط الحر فيزيائياً هو السقوط المحكوم بقوانين الجاذبية الأرضية فحسب، أي أن تسقط الأشياء نحو مركز الأرض دون دفع أو توجيه.. حتى لو كان من حلف الناتو بكل جبروته ونياته العدوانية المبيتة دائماً للآخرين، ودون أي ارتطام أو احتكاك بأي شيء آخر..
حتى لو كان من عناوين الديمقراطية والتعددية والمدنية وغيرها.. مما صدع رؤوسنا طيلة السنتين الماضيتين!
هكذا، لا يعود السقوط حراً إذا واصل المرء إصراره الغبي على تزوير العمل والجهد الحقيقي بدمغة الحظ والإلهام السماوي المزيف، وعلى أن مجرد سقوط التفاحة على رأس إسحاق نيوتن حين كان يتمطى كسلاً تحت الشجرة.. هو سبب إلهامه السماوي في الكشف عن قوانين الجاذبية الأرضية وليس السنوات العشرين التي قضاها الرجل في دراسة آليات السقوط نحو مركز الأرض ومبرراته، والتي نتجاهل ذكرها مكتفين بانتظار ضربة الحظ وإلهام السماء.. والكسل كلما روينا الحكاية أو نقلناها إلى أبنائنا،وبالتالي… لا يعود السقوط حراً أيضاً إذا واصل المرء ذاته الإصرار الغبي الآخر على إمكانية استيراد أو نقل الديمقراطية والمدنية كمعلبات مصنعة، أميركياً على الأرجح، أو انتظار حلولهما محلياً باعتبارهما إلهاماً سماوياً حل فجأة في رؤوس مثقفي المعارضة و» ثوارها « على طريقة تفاحة نيوتن!
الزيف هو الزيف ولو التبس في ما يشبه الحقيقة أحياناً، وزيف روايتنا عن تفاحة نيوتن وسقوطها الحر،وعن الجهل أو التغييب المتعمد لعمل وجهد الرجل.. في مقابل الترويج لضربة الحظ والإلهام السماوي، لا يوازيه زيف آخر سوى زيف الدعوات والإدعاءات بتعلم الديمقراطية وتوطينها في خمسة أيام.. وعلى قارعة الرصيف، أو زيف الانتقال إلى المدنية بسرعة انتقال قصر بلقيس من اليمن إلى فلسطين كما لو أنه إلهام سماوي.. ولا حتى بسرعة انتقال مثقفي المعارضة إياها من دمشق إلى الدوحة واستنبول وغيرهما،ومع أن الزيف واضح وبين هنا، إلا أن التباسه بما يشبه الحقيقة زمناً.. لا يجعل منه حقيقة،وفي الحالين فإن السقوط الحر بانتظار الزيف دائماً!
إذاً، لا سقوط حراً بالمطلق لأي شيء.. وحتى دون دفع من الناتو أو احتكاك به أو استظلال، فثمة قوانين تحكم سقوط الأشياء ولو طال الزيف والالتباس وتعالت الشعارات والدعوات.. والتكبيرات، وإلا فما هي القوانين التي تفسر وجود عربة إسرائيلية مصفحة بين يدي «الثوار» المعارضين من دعاة الديمقراطية والحرية والمدنية في مدينة القصير.. وهل من الوطنية الحقة المزركشة بالديمقراطية والمدنية أم من زيفها.. أن يسقط «المناضلون الوطنيون» في الحضن الإسرائيلي سقوطاً حراً وإن التبست قوانين السقوط زمناً ؟
هناك في القصير،سقط زيف الثورة فيزيائياً وأخلاقياً سقوطاً حراً.. وبقانون إسرائيلي !!