جنون «السلطان» وصراع العميان..!

 

 

 

 

ربما تصلح مسيرة (السلطان) المتمادي في غيّه وطغيانه وحماقاته رجب أردوغان الحالم باستعادة أوهام السلطنة العثمانية البائدة، ولو على حساب خراب تركيا والمنطقة، عنواناً جديداً لإحدى قصص الكاتب التركي الساخر عزيز نيسين، لاسيما وأن هناك تقاطعات كثيرة بين شخصية (المهرج) أردوغان وقصص الكاتب الذي عاكسه الحظ ورحل عن هذه الدنيا قبل أن يرى (صراع العميان) داخل تركيا، حيث يكشف طاغية تركيا عن عمى كامل إزاء مقاربته للوضع الداخلي والخارجي، وخاصة لدى محاولته اللعب في توازنات المنطقة وقلب معادلاتها رأساً على عقب.
فبين (الراكب) على حلم السلطنة سيئة الذكر و(الماشي) ببلاده، شأنه شأن أسلافه من سلاطين آل عثمان المقبورين، إلى (أسفل السافلين)، يخرج (الفيل) الأخواني المنفوش بين حين وآخر ليهدد ويتوعد سورية وجيشها البطل مقدماً مبررات لتهديداته بشأن معاناة السوريين لا تقنع حتى المجانين، ولا سيما أن النظام التركي هو صاحب المسؤولية الأكبر عن كل ما عانته سورية والسوريون خلال تسع سنوات من الحرب بسبب دعمه للإرهاب واستثماره غير الأخلاقي في قضية المهجرين.
وبدل (الصعود) بتركيا (إلى القمة) كما كان يدعي ويروج في فترات سابقة، يرى الكثير من المتابعين لشؤون المنطقة أن أردوغان يمضي ببلاده نحو الهاوية مع المزيد من انعدام الاستقرار والمزيد من المعارضة الداخلية لسياساته بسبب قمعه للحريات وحربه ضد مكونات عديدة من الشعب التركي، وإلى المزيد من التأزم الاقتصادي، إضافة إلى العزلة الدولية التي يعيشها حالياً بسبب تدهور علاقاته مع دول الجوار، نتيجة تدخله غير الشرعي في سورية وليبيا واحتضانه ما تبقى من جماعات إرهابية، وتشغيلها لخدمة أجنداته الإخوانية، بحيث تحول نهجه السابق أو ما يسمى سياسة (صفر مشاكل) مع دول الجوار إلى سياسة (إشعال حرائق) في كل الإقليم.
وعلى هذه الأرضية يسهل التنبؤ بعنوان المرحلة القادمة في تركيا، فأردوغان الساعي إلى حماية (كرسي) السلطنة الموهومة بأي وسيلة مستعد للتضحية بـ(سلامة تركيا) والمنطقة، ما يجعله أشبه بـ (مجنون على السطح) فيما المنطقة كلها ساحة لجنون العظمة الذي يعيشه، حيث تدغدغ مخيلته النهاية التراجيدية لسلفه عدنان مندريس..!
عبد الحليم سعود

التاريخ: الأثنين 24 – 2 – 2020
رقم العدد : 17201

 

آخر الأخبار
قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي "تربية حلب" تواصل إجراءاتها الإدارية لاستكمال دمج معلمي الشمال محافظ إدلب يلتقي "قطر الخيرية" و"صندوق قطر للتنمية" في الدوحة "تجارة دمشق": قرار الاقتصاد لا يفرض التسعير على المنتجين