ثورة أون لاين – ناديا سعود:
فاجأني صاحب التكسي اللطيف الذي أقلني صباحاً من دوار كفر سوسة إلى شارع الحمرا ، كانت بداية موفقة حتى أنه أطفأ سيجارته و أخفض صوت الموسيقى ولم يحاول خلال الطريق ابداء خفة دمه وفتح أي حديث ، و عند وصولي لمقصدي أخذ 500 ل.س ولم يطلب إي زيادة اعتبرت نفسي محظوظة لمصادفتي هذا السائق النموذجي غير المتوفر بكثرة في شوارعنا للأسف ، حيث أنني في المرة الماضية سلكت نفس الطريق ولكن مع سائق أخر بأجرة وصلت إلى 1000 ل.س . اجرة التكسي لاتزال المعضلة الكبرى لدى المواطن والتي لم تستطع الجهات المعنية حلها فمن جهة لا يلتزم سائقو التكسي بأسعار محددة وانما حسب مزاجهم وأهوائهم ويبررون ذلك بارتفاع البنزين وقلة المخصصات. السائق محمد يرى ان سائق التكسي تحاصره مخالفات الشرطة ، وارتفاع اسعار قطع الغيار، ومحدودية كمية البنزين المدعوم الذي يحصل عليه، و الزبون الذي يأخذ وقتا من الاخذ والرد حول دفع الاجرة المستحقة، وقال : لا احد يعمل على العداد في شوارع دمشق ونعمل بمبدأ يريحنا ويريح الزبون حتى لا يشتكي للشرطة . بينما يؤكد السائق سليمان أبو علي أنه يحدد التسعيرة وفقاً لتقديره المسافة وما يناسبه من سعر ، كي لا يستغل الراكب وتكون الأجرة مرتفعة ، وبنفس الوقت لا يتعرض هو الآخر للخسارة، لافتاً إلى أنه يأخذ من الراكب مثلاً من الأمويين للشعلان 600 ل.س وهو مبلغ منطقي كما يظن .
سائقو التكاسي لجؤوا الى احداث مواقف ضمن شوارع دمشق، مثل موقف جسر الرئيس لنقل ركاب الى جرمانا، وفي الشيخ سعد بالمزة لنقل الركاب الى المزه 86 خزان ومدرسة، وفي البرامكة لنقل الركاب الى صحنايا وجديدة عرطوز إضافة لمواقف أخرى ، في محاولة لجمع عدد من الركاب في طلب محرز وتقسيم الاجرة على أربعة وكسر حالة الجمود والطلب على التكسي نتيجة اسعارها الخيالية .
العديد من المواطنين اشتكوا للثورة أون لاين من المزاجية التي يتعامل بها بعض سائقي سيارات الأجرة العمومي حيث ينتقون الزبون الذي يناسبهم بالإضافة لقيام بعض السائقين باستغلال الراكب في مواقف معينة …لفرض تسعيرة زائدة
هذه احدى القصص التي نقلتها إلي الموظفة سونيا في احدى المدارس الخاصة ، تقول يحدث معي الكثير نتيجة الركوب مع التكسي فمن اكثر المواقف التي صدمت فيها ومن ثم رفضتها ، حين يقف التكسي فجأة ودون سابق انذار ليأخذ معي راكب آخر فحسب وجهة نظري انه على الاقل يجب ان يستأذنني في بادئ الامر ، في المرة الاولى وافقت ان تخرج معي امرأة لانها مسنة ومن الناحية الانسانية حزنت عليها ووجدت بان خروجها معي لن يضرني ، ولكن في المرة الثانية خرجت معي فتاة وعمل السائق على ايصالها الى منزلها اولا ، ولكنني بعدما فكرت في الموضوع وجدت انه من الخطأ ان اذهب لطريق مع شخص لا أعرفه ليوصل زبون أخر فرض وجوده بالرغم من أنني أنا من أخذ الطلب ولم اتشارك به مع أحد فماذا لو حدث معي مكروه ومن بعدها اصبحت ارفض اي شخص معي فالتكسي يجب ان يحافظ على خصوصيته . الطويل فدوى موظفة قالت: لا اركب سيارة الأجرة إلا في حالات الازدحام الشديدة وبعد الانتظار على مواقف الباصات والسرافيس , فهناك استغلال كبير من السائقين وعدم تقيد بأسعار محددة والحجة دائماً أنها لا تغطي النفقات اليومية لهم أو (ما بتجيب همها) ، وأضافت : يستغل السائق حاجتنا وضيق وقتنا لتحديد التسعيرة التي تناسبه.
ولدى سؤلنا أصحاب الشأن عن هذا الموضوع كان جواب محافظة دمشق بأن المكتب التنفيذي في محافظة دمشق يدرس تعديل أسعار عدادات السيارات العمومية العاملة في مدينة دمشق وأن التعديل الجديد بعد صدوره ستتم مراقبة تطبيقه بشكل دقيق بحيث يكون أكثر عدالة وواقعية ، حتى لايتم استغلال المواطن جراء هذه الخدمة .