ثورة أون لاين – بشرى حاج معلا – طرطوس :
في الوقت الذي نلاحظ فيه السرعة التكنولوجية في كل الأماكن تبدع إلا أنها على ما يبدو كانت أكثر تعقيدا في المناهج الجديدة والتي وضعت وفق تسلسل التعلم الذكي فاجتهدت بذكائها وجاءت الكتب فضفاضة أكثر من اللازم..
وغفلت بهذا تماما عن موضوع الانفجار التكنولوجي المعرفي.. فكانت الطفرة الالكترونية بعيدة كل البعد عن مسار العملية التعليمية..
فأي تعاون وأي تنسيق أودى بها إلى هذا الحجم.. وهذا الوزن..
ضرر دائم ومشاكل خطيرة في الهيكل العظمي والكتف يمكن للحقيبة الثقيلة بشكل مفرط ان تسببه وهذا ما أكده أغلب الأطباء الذين التقيناهم..
حيث أكد الدكتور ثائر الخطيب على ضرورة ايلاء الموضوع الاهمية باعتباره يشكل خطرا على صحة الأطفال.. وأضاف بقوله: آلام عديدة تسببها أحمال الحقيبة المدرسية على الأطفال بدءاً من آلام عضلات الظهر – تشوهات في العمود الفقري وضغوط مؤذية على جميع العضلات ومفاصل الجسم.. إضافة الى صعوبة التنفس لدى الأطفال المصابين بالأمراض الرئوية التنفسية ” التحسسية ” وبشكل أضعاف مضاعفة للأطفال الذين يقطعون مسافات وأمتار في الأرياف.. نتمنى أن ترافق التطورات التكنولوجية بالأتمتة لمساعدة الطلاب في تخفيف الأحمال المدرسية..
المعلمة ميادة معلا شددت على ضرورة ايلاء الموضوع الأهمية اللازمة باعتبار الجيل القادم سيكون حامل قضايا عدة كما لفتت إلى أن الحقيبة المدرسية باتت تشكل كارثة للطالب وأهله.. بوجود الثقل الغير مقبول وخاصة للصفوف الأولى بالمقارنة مع الطلاب في المعاهد والجامعات خاصة بوجود الأماكن البعيدة عن المدارس وأضافت بقولها : نتمنى النظر بجدية في هذا المشكلة طالما نجد حلولا مقبولة بالمقارنة مع عدة دول تنتهج الحداثة في قولها وفعلها..
التعليم الذكي يحتاج الى وسائل ذكية..
وإذا ما استطلعنا رأي أغلب الخبراء الذين أكدوا أيضا مقدار الحجم الواجب أن يحمله الأطفال أو اليافعين.. الذين ينتهي بهم الأمر إلى حمل الحقائب تزن أكثر من 15 في المائة من وزن الجسم والتي تضر بالجسم..
لذلك كان من الواجب دوما كما يعلم الجميع أن يتم استدعاء كافة الأفكار في حال التحول جديا لإنشاء جيل جديد يحمل الهم المعرفي بجعبته ويوسع به مداركه وأفق تطلعاته.. في حال توجيه كمية ضخمة من المعلومات والمعارف، التي تستهدف في الأساس الطلاب من ذوي المستويات المختلفة في المراحل التعليمية.. وفي المقابل نجد أن التعليم الذكي يتم تصميمه بحيث يتناسب مع قدرات كل طالب واحتياجاته…
فإذا كان من الواجب القيام بمجمل الفروض اليومية بمنهاج متعدد الصفحات لا يوفر سوى سبل الاستكشاف فمن الواجب تواجد المدارس الذكية التي تعتمد في تعليمها على التكنولوجيا أكثر من العنصر البشري، والمجهزة بتقنيات ذكية فتختلف فيها وسائل التدريس من القلم والطباشير إلى اللوح الذكي، والنقل الإلكتروني للوظائف المدرسية إلى الطلاب عبر البريد الإلكتروني.. وفي حال عدم تواجد هذه التجهيزات الكاملة فمن غير المناسب استدعاء أي بند منها يثقل الهم المدرسي على طلابنا اليوم..
فمن المعروف أن التعلم الذكي مفهوم علمي جديد يغير مسار العملية التعليمية، ويعد تحولاً جذرياً للمفاهيم التقليدية ونظم التعليم.. ويشكل مشروعاً فريداً يهدف إلى تحقيق رؤية الحركة التعليمية في توفير نظام تعليمي رفيع المستوى يرتقي بمدارسنا وتعليم أبنائنا..
وبالتالي فإن تهيئة الأجيال الناشئة وتمكينها من أدوات العصر رهان أساسي لضمان التقدم والتطور لقطاعات المجتمع كافة.. وهو ما يتطلب النهوض بمفهوم التعليم وضمان التعليم المعرفي المتجدد وتقديم نقلة نوعية في مسار العملية التعليمية..
وهذا الأمر لا يتحقق إلا بتعزيز التقنيات وأدوات التعلم الذكي بشكل كامل..
في الختام..
لا يمكننا التعويل على العملية التعليمية المتشعبة الأطراف فالشكوى تأتي من كافة الاتجاهات..
بدءاً من تصميم المناهج التجريبية إلى الحالة الحركية التي تبعتها في الدروس الخصوصية من الصباح حتى المساء.. وهنا ما يؤكد الخلل الواضح في أحد البنود السابق ذكرها لتحمل الحقيبة المدرسية كل هذا العبء وتكسب شهادات عالية بالوزن فقط ..