يواجه مشروع الغرب الاستعماري الأميركي العثماني الصهيوني سقوطاً وإخفاقاً ذريعاً على أبواب دمشق، أكثر من أي يوم مضى، رغم الاعتداءات والخروقات التي تنفذها منظومته الإرهابية، وإمعانها بالقفز فوق القواعد والتقاليد الدبلوماسية، لمنع تداعي صفوف مرتزقتها واندحارها، وذلك عبر التسلل للاطمئنان على معنوياتهم المنهارة.
تفاصيل المشهد باتت أكثر وضوحاً، وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن كل محاولات أولئك باتت عبثية ولن تغير من واقع الأمر شيئاً، ولاسيما أن أدلة الإخفاق أكثر من أن تعد أو تحصى، بدءاً بالهزائم التي لحقت بالإرهابيين، والتي حدثت وما زالت تتكرر في كل منطقة وجدوا فيها، وليس انتهاءً باصطدام مشغليهم بجدار الإصرار السوري على تحرير جميع الأراضي التي دنسها الإرهاب برجسه وتطرفه.
الأحداث والتطورات والانتصارات المتسارعة التي يحققها الجيش العربي السوري، تثبت لأعداء سورية وعلى رأسهم أميركا أن مشاريع التقسيم التي جاءت بها تحت حجج وذرائع مختلفة وواهية لتحقيق أهداف ومكاسب سياسية انقلب صفراً، بعد انكشاف ألاعيبها وأكاذيبها التي راحت تسوقها، وانجر الوكلاء والأتباع لتصديقها، ولاسيما بعد أن رأى المحور الرافض لسياسة الهيمنة الغربية ما يجري في سورية والعراق وليبيا واليمن، ورأى في ذات الوقت الأدوات التي تستخدمها واشنطن لتنفيذ مشروعها الامبريالي الجشع، والتي تمثلت بـ «داعش» وأخواته، والتي أصبحت مكشوفة، وهو ما قوّى أيضاً موقف سورية وجعلها لن ترضخ أو تستكين أمام جميع الضغوط التي مورست عليها، والتي حاولت الدول المتآمرة فرضها من خلال العقوبات الاقتصادية والحصار، والتجييش الأمني والعسكري والسياسي والإعلامي، وفبركات الكيماوي وغيرها من أكاذيب.
اليوم سورية تعيد الكرة إلى ملعبها، لتركلها من جديد وتسدد أهدافها الذهبية، وباتت مفاتيح إعادة ترتيب الأولويات والأوراق بيدها، وضبط إعدادات المعارك، وامتلاك زمام المبادرات في أيقوناتها وملفاتها، وعلى أسطح مكاتبها وبين أدراجها، رغم الاعتداءات المتواصلة سواء الصهيونية أم التركية، والتي لن تطول العزيمة السورية بسوء.
حتى الآن لم يعر الرأي العام الدولي ومؤسساته الأممية الاهتمام للانتهاكات التي تنفذها أميركا والأنظمة العاملة تحت إمرتها، ومن بينهم النظام التركي الذي يرأسه رجب أردوغان الواهم، وينكث بالاتفاقات والوعود التي قطعها على ذاته في آستنة وسوتشي، وما زال يدعم الإرهابيين الذين يرتكبون الفظائع بحق المدنيين في إدلب، وفوق ذلك جاء بقوات بلاده المؤللة لظنه أنه سيغير من قواعد الاشتباك، لكنه يوماً بعد آخر يسقط في مستنقع المعارك والحماقات، وسوف يخسر كل ما يزجه في مواجهات أضحت خاسرة.
كتب حسين صقر
التاريخ: الجمعة 6-3-2020
الرقم: 17210