ثورة أون لاين-منهل إبراهيم:
من يشاهد باصات النقل الداخلي في شوارع دمشق في وقت الذروة خصوصا من الساعة 1 إلى 3 وقت الظهيرة يدرك حجم المعاناة التي يتكبدها المواطن في تلك الوسائط العامة للنقل والتي تحولت إلى ما يشبه علب (السردين) أو (الكبريت) التي يحشر فيها المواطن لحين وصوله إلى بغيته المنشودة للعمل أو المنزل أو أي مكان آخر يقصده.
أزمة النقل الداخلي تفاقمت بشكل كبير مع انحسار عدد الباصات العامة وخروج عدد كبير منها عن الخدمة خلال الأزمة.. وقد تم اقتراح العديد من الحلول ولكن حتى الآن ما زلنا نشاهد المظاهر العديدة ذاتها التي تدل على عدم نجاعة أي من الحلول في تخفيف ضغط الازدحام فيها.
وذكر العديد من المواطنين لـ (الثورة أون لاين) أن ركوبهم في تلك الوسائط بات عاملاً مرهقا للغاية في ظل الازدحام الذي قد يضعهم في مشاكل مختلفة أهمها المشاكل الصحية المختلفة ومشاكل السرقة من قبل بعض ضعاف النفوس.. ومشاكل الشجار والتدافع الناتجة عن الضيق النفسي الذي يصيب المواطن.
يقول المواطن (محمد ج) إن الوضع في الشتاء صعب للغاية بالنسبة للركوب وسط (الزحمة) الكبيرة في وسائط النقل الداخلي … لكن الأمر يزداد صعوبة مع اقتراب فصل الصيف والحرارة العالية ما يجعل ركوب تلك الوسائط المزدحمة غاية في المعاناة للمواطن بسبب ارتفاع درجات الحرارة وحالة الضيق التي تنتابه كونه يعاني من أمراض تنفسية .
وبكثير من الألم يقول (أبو جمال ع) أنه تعرض لحالة نشل في وسط الزحمة أثناء ركوبه النقل الداخلي من أحد ضعاف النفوس وكان في ضائقة مادية ما جعله يحسب ألف حساب لصعوده وسط الزحمة وهو مضطر لركوب تلك الوسائط ولا خيار ثاني أمامه.
ولدى مراجعة أحد المسؤولين في شركة النقل الداخلي قال إن الشركة بدمشق كانت قد باشرت ووضعت حلولاً لتخفيف الضغط عن المدينة في أوقات الذروة.. تتمثل في التنسيق الدائم مع الجهات المعنية لتذليل صعوبات العمل.
ووضع قائمة بالاحتياجات اللازمة لتقديم الخدمة كما هو مفترض (بالشكل الأمثل).. وكذلك دعم القسم الفني الموجود بالشركة بهدف إنجاز أكبر عدد ممكن من الإصلاحات الخفيفة والثقيلة للباصات التي تعرضت للضرر والخروج عن الخدمة خلال الأزمة.
ومن الحلول التي وضعت أيضاً دعم وزارة الإدارة المحلية والبيئة لشركة النقل الداخلي بدمشق من أجل إعادة إعمار الباصات المعطلة لتأمين أكبر عدد ممكن من الباصات ووضعها بالخدمة على شبكة الخطوط.
وفي وقت سابق كان المدير العام للشركة أوضح أن الشركة تعمل على خدمة مرفق النقل العام في مدينة دمشق وريفها حيث يتم تأمين هذه الخدمة على فترتين صباحية ومسائية موزعة على 45 خطاً في المدينة والريف.. وهناك حاجة لزيادة عدد الباصات العاملة على بعض الخطوط الحيوية في المدينة في أوقات الذروة الصباحية والمسائية.. حيث يتم التوجيه بتأمين هذه الخطوط من خطوط أخرى وبالتعاون مع فرع المرور في المدينة والريف.
وكانت وزارة الإدارة المحلية قد وردت 100 باص نقل داخلي كدفعة أولى من جمهورية الصين الشعبية.. وذلك بموجب عقد لتوريد 200 باص جديد.
ووزعت هذه الباصات على جميع محافظات القطر وكانت حصة مدينة دمشق وريفها 40 باصاً، كما تم تقديم 100 باص صيني الصنع كهدية للجمهورية العربية السورية لدعم مرفق النقل الداخلي بالقطر.. وكانت حصة دمشق وريفها 30 باصاً.
ويبلغ العدد الإجمالي للباصات العاملة حوالي 80 باصاً.. كما يبلغ عدد الشركات الخاصة التي تعمل على خدمة مرفق النقل الداخلي في مدينة دمشق 7 شركات خاصة.
ويقول (عمار ج) ظننا أن الباصات الحديثة الجديدة هي الحل النهائي لأزمة النقل الداخلي في دمشق وبقية المحافظات .. إلا أن الواقع واستمرار الأزمة كشفَ العكس.. فوقوف الركاب واكتظاظ الباصات بهم وتعلقهم على الأبواب أصبح منظراً يومياً مألوفاً.
ومع بقاء أزمة النقل الداخلي مستمرة… والحلول المقترحة بقيت قاصرة ولم تفلح في تخفيف ضغط الازدحام الذي نراه يوميا في شوارع دمشق مع كل ذلك يبقى المواطن في حالة أمل وترقب وانتظار لحين وضع الحلول المناسبة والسريعة التي تخرجه وتخرج أزمة النقل الداخلي من عنق الزجاجة.